صعّدت الولايات المتحدة ضغوطها على إيران من جهات عدة أمس. فقد أوردت اسوشيتدبرس أمس أن إدارة الرئيس دونالد ترمب ستعلن قريباً تعيين أحد صقور الدبلوماسية الأمريكية ضد إيران جون هانّا سفيراً لواشنطن لدى سورية، حيث يتنامى القلق الأمريكي من دور إيران في سورية. وكان هانا عمل مستشاراً لشؤون الأمن القومي بمكتب نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني. وهو معروف بتشدده ضد التواطؤ القطري مع الإرهاب. وتعرضت إيران لتحذيرات مشددة أمس من وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الذي قال في بروكسل إن إيران ضالعة في أزمات المنطقة كافة، «خصوصاً في اليمن، وسورية، والعراق، ولبنان، والبحرين». وأضاف أن سورية يجب أن تكون للسوريين، وأن العراق يجب أن يكون للعراقيين. وأوفدت واشنطن وزير خارجيتها ريكس تيلرسون إلى لبنان أمس لإبلاغ رسالة واضحة لإيران عبر وكيلها هناك «حزب الله». وقال تيلرسون في بيروت إن تنامي ترسانة حزب الله وتورطه في الصراعات الإقليمية يهدد أمن لبنان. وأضاف - خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء سعد الحريري - أن واشنطن تتواصل مع لبنان وإسرائيل لضمان الهدوء في منطقة الحدود. وحض تيلرسون زعماء لبنان على التمسك بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، في إشارة لدور حزب الله في حروب بالشرق الأوسط، تشمل سورية التي تتمتع إيران أيضاً فيها بنفوذ كبير. واتهمت إسرائيل إيران بالسعي إلى إنشاء مصانع أسلحة في لبنان. وقال تيلرسون: «لا يشكل حزب الله مصدر قلق للولايات المتحدة فحسب، بل ينبغي للشعب اللبناني أن يقلق أيضاً كيف أن أفعال حزب الله وترسانته المتنامية تضعان لبنان بطريقة غير مرغوبة وغير بناءة تحت المجهر». وشدد تيلرسون، الذي تصنف بلاده حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية، على أن «وجود حزب الله في سورية لم يؤد إلا إلى مواصلة سفك الدماء، وفاقم نزوح الأبرياء، ودعّم نظام الأسد الوحشي». وقال الوزير الأمريكي إن الولايات المتحدة لا ترى فرقاً بين الجناح السياسي والجناح العسكري لحزب الله. وكانت الولايات المتحدة تمسكت أخيراً بوجودها العسكري في شمال غرب سورية حيث تدعم أكراد سورية. وذكر أمس أن مسؤولين وعمال إغاثة أمريكيين يوجدون في سورية للقيام بمهمات إنسانية. ويقول المراقبون إن واشنطن لا تريد أن تترك المجال خالياً لتنفرد إيران وروسيا وتركيا بتحديد ملامح التسوية والنفوذ في سورية.