هاجم البيت الأبيض الديموقراطيين بعد رفض مجلس الشيوخ الخميس خطة مشتركة للحزبين الجمهوري والديموقراطي بشأن الهجرة تحمي نحو 1,8 مليون مهاجر من "الحالمين" من خطر الترحيل، وخطة طرحها الرئيس دونالد ترمب لحل هذه المسألة.
وقال البيت الأبيض أن الديموقراطيين "هم رهائن اليسار المتطرف في حزبهم" و"غير جادين" فيما يتعلق ببرنامج "الإجراءات المؤجلة للأطفال الوافدين المعروف اختصارا باسم "داكا".
وكان أمام نواب مجلس الشيوخ خياران، الأول مشروع قانون توافقي يوفر لنحو 1,8 مليون مهاجر مسارا ينتهي بمنحهم الجنسية خلال مهلة من عشرة أعوام إلى 12 عاما ويعزز التدابير الأمنية على الحدود، والثاني خطة ترمب التي تتضمن الإجراءات نفسها لكن مع تقييد الهجرة الشرعية إلى البلاد.
وقال بيان البيت الأبيض "اليوم وقفوا مع هامش متطرف في مقابل الرجال والنساء المجتهدين في وزارة الأمن القومي" مضيفا أن إدارة ترمب ستواصل السعي للتوصل إلى خطة تتضمن "حلا مقبولا لداكا".
وحاز مشروع القانون الحزبي المشترك على 54 صوتا مقابل 45 صوتا رافضا، لكنه فشل، بفارق ستة أصوات فقط، في الحصول على تأييد 60 عضوا وهو الحد الأدنى الضروري لتمرير اي قانون في الكونغرس المنقسم بين الحزبين بهامش ضيق للغاية.
كما سقطت خطة ترمب بحصولها على 39 صوتا فقط مقابل ستين صوتا، وصوّت 14 سناتور جمهوريا مع معظم الديموقراطيين ضد هذه الخطة.
لكن السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي كان مؤيدا لمشروع القانون الحزبي المشترك وتواجه مرارا مع إدارة ترمب حول استمراريته، حذر من أن نجاح الخطة يبقى صعبا إذا استمر كل طرف في "مواصلة تسييس" القضية.
وكتب غراهام على تويتر "لا زلت أعتقد انه يمكن التوصل لاتفاق حول الهجرة يحقق للرئيس ترمب الكثير من أولوياته حول الحدود، ويؤمن المساعدة للأشخاص المؤهلين لداكا".
وقال السناتور الديموقراطي تشاك شومر في بيان مقتضب إن "هذا التصويت دليل على أن خطة الرئيس ترمب ماتت". وأضاف "إذا ما توقف (ترمب) عن نسف الجهود الحزبية المشتركة، فإن مشروعَ قانون جيّدًا سيمر" في الكونغرس.
وكانت خطة ترمب تتضمن إنهاء "قرعة البطاقات الخضراء" (غرين كارد) وهو برنامج مستمر منذ 28 عاما لتنويع الأماكن التي يأتي منها المهاجرون.
وتحد خطة ترمب أيضا من الهجرة المرتبطة بلم الشمل، وتتضمن تخصيص 25 مليار دولار لتدابير أكثر صرامة بشأن الهجرة منها بناء جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية كان ضمن وعود الحملة الانتخابية لترمب في العام 2016.
وكان ترمب صرح أن متطرفين استغلوا البرنامجين لدخول البلاد وقتل أمريكيين.
وإذا نجح الكونغرس في تمرير مشروع قانون جديد بشأن الهجرة، فإن مصيره في مجلس النواب يبقى مجهول، إذ أن بعض المحافظين يعارضون توفير وسائل تمنح الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين.
ومع رفض مجلس الشيوخ، من المرجح أن يسعى مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون للتصويت على خطة محافظة متشددة تجري مناقشتها في مجلس النواب.
وقال النائب الجمهوري مارك ميدوز على تويتر "إذا كان مجلس النواب سينتظر ستين سناتور للاتفاق على قانون حول الهجرة أولا، فالأجدى بنا أن نذهب إلى المنزل ونأخذ قيلولة".
وأوضح الديموقراطيون في مجلس النواب إنهم يريدون قرارا أيضا لكنهم يريدون أن يكون رئيس المجلس بول راين عادلا بأن يطرح مشروع القرار المحافظ والمقترح الجمهوري المعروف ب "قانون الحالمين" وتسوية مشتركة من الحزبين، لمعرفة أي منها يحصل على غالبية الأصوات.