في الوقت الذي وصف فيه وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف» اليوم (السبت) اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية بـ«الثرثرة»، أفاد المحققون الأمريكيون أن الشخصيات الروسية الـ 13 المتهمة بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام 2016 كانت على صلة بمصنع لإعداد «متصيدي الانترنت» التي تعتبر أداة دعائية هدفها التأثير على الرأي العام.
وبحسب «أ.ف.ب»، جاء على رأس القائمة رجل الأعمال يفغيني بريغوجين المقرب من الكرملين. الذي أبدى عدم انزعاجه من ورود أسمه على اللائحة رغم رفضه الاتهامات المتعلقة بتمويل وكالة أبحاث الإنترنت المهتمة بإعداد المتصيدين، في تعليق نقلته وكالة أنباء «ريا نوفوستي»، في الوقت الذي تطلق الصحف الروسية على بريغوجين لقب «طباخ بوتين» لإدارته شركة «كونكورد» الخاضعة للعقوبات الأمريكية والتي كانت تنظم حفلات الاستقبال في الكرملين.
وأفاد بيان الاتهام الأمريكي أن الأسماء الواردة على اللائحة، باستثناء «بريغوجين»، عملوا في «التدخل في النظام السياسي الأمريكي» وفي وظائف مختلفة لدى وكالة أبحاث الانترنت، المتهمة بإعداد المتصيدين «ترولز» ومقرها سان بطرسبرغ شمال غرب روسيا.
وتحدثت الصحف الروسية العام 2014 عن «مصنع المتصيدين» مؤكدة أنها تملك آلاف الحسابات الوهمية على شبكات التواصل والتي انشأت في الأساس للتأثير على السياسة الداخلية ثم وُجهت العام 2015 لاستهداف الرأي العام الأميركي.
وقدرت المجموعة الإعلامية الروسية (أر بي كي) في اكتوبر الماضي أن نحو 90 شخصا يعملون في «القسم المكلف بالولايات المتحدة» داخل ذاك «المصنع».
وقالت امرأة عملت لشهرين لدى «المصنع» لـ «فرانس برس» في 2015 أنها حصلت على المال لكتابة رسائل تشيد بالرئيس فلاديمير بوتين على مدونات بأسماء مختلفة ومقابل نشر بعض التعليقات على مواقع مختلفة.
وفي الوقت الذي قال فيه بريغوجين «إذا رغب الأمريكيين في أن يصوروني على أنني شيطان، فليفعلوا»، ربطت الصحف بينه ومجموعة «واغنر» للمرتزقة التي أرسلت اشخاصا للقتال إلى جانب القوات الروسية في سوريا، رغم نفيه تماما أي صلة بهذه الشركة.
وتقول الصحف الروسية أن بريغوجين على صلة بشركة اسمها «يفرو بوليس» المرتبطة بدورها بشركة «واغنر». وشركة «يفرو بوليس» أو «افرو بوليس» الموضوعة على قائمة العقوبات الأميركية منذ يناير الماضي، فيما أكدت واشنطن أنها عاقبت هذه الشركة لأن بريغوجين «يملكها ويسيطر عليها».
ونقلا عن مصدر مقرب من وزارة الطاقة الروسية، كشف موقع «فونتانكا.رو» الروسي في صيف 2017 أن شركة «يفرو بوليس» أبرمت اتفاقا في السر للسيطرة على بعض مستودعات النفط والغاز والمصافي في سوريا في حال نجح هؤلاء في إخراج المقاتلين المعارضين للحكومة السورية منها، في الوقت الذي تحظى فيه الشركة بعقد مع الحكومة السورية لحماية حقول النفط والغاز مقابل 25% من الانتاج.