قتل 24 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال، اليوم (الأربعاء)، جراء قصف جوي لقوات النظام على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، ليقارب عدد القتلى منذ بدء التصعيد على المنطقة 300 قتيل، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «بلغت حصيلة القتلى الأربعاء 24 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال، قتل معظمهم جراء قصف لقوات النظام بالبراميل المتفجرة على بلدة كفربطنا». وكان المرصد أفاد في وقت سابق (الأربعاء) بمقتل 11 مدنياً.
وقال سكان الغوطة الشرقية في وقت مبكر من صباح اليوم إنهم «ينتظرون دورهم في الموت» وذلك بعد سقوط المزيد من الصواريخ والبراميل المتفجرة التي تطلقها قوات موالية للحكومة على الجيب المحاصر.
وتابع المرصد، ومقره بريطانيا، أن وتيرة القصف تباطأت أثناء الليل في ما يبدو لكنها تصاعدت من جديد صباح اليوم. ويأتي ذلك بعد تصعيد كبير في الضربات التي بدأت مساء يوم الأحد. ويقيم نحو 400 ألف شخص في المنطقة.
وأضاف المرصد أن قوات موالية لنظام الأسد أطلقت الصواريخ وأسقطت براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر على بلدات وقرى بالمنطقة الريفية التي تقع خارج دمشق وتعتبر آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة المناهضين لبشار الأسد قرب العاصمة.
وقال بلال أبو صلاح (22 عاما) وهو أحد سكان بلدة دوما كبرى بلدات الغوطة الشرقية «ناطرين دورنا لنموت. هيدي العبارة الوحيدة اللي فيني قولها».
وأضاف «كل الناس أو معظمها عايشة بالملاجئ. كل بيت في خمس أو ست عيل (عائلات). ما في أكل ولا أسواق».
وزوجة أبو صلاح في الشهر الخامس من الحمل في طفلهما الأول. ويخشى الاثنان أن يتسبب فزعها من القصف في مخاض مبكر.
ونددت الأمم المتحدة بالهجوم على الغوطة الشرقية التي أصيبت فيها مستشفيات وبنية أساسية مدنية أخرى ووصفته بأنه غير مقبول كما حذرت من أن القصف قد يصل إلى حد جرائم الحرب.
ويزعم نظام الأسد وحليفته روسيا التي تدعمه بالقوة الجوية منذ 2015 أنهما لا يستهدفان المدنيين. كما يزعم الجانبان عدم استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها.
وأثارت الأوضاع في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ 2013 قلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد حتى قبل الهجوم الأخير إذ يتسبب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض.
والغوطة الشرقية واحدة من «مناطق عدم التصعيد» التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في إطار جهودها الدبلوماسية.