على الأرض التي حملت شعارات متطرفة سطرت في طياتها أنواع التشدد والتعصب الديني، كُسر تابو التمييز الديني والاجتماعي أخيراً في «الباكستان» بانضمام امرأة «هندوسية» لمجلس الشيوخ.
وبعيدا عن المعتقد الديني، انتخبت الباكستان أخيراً في عطلة الأسبوع الماضية، أول امرأة في مجلس الشيوخ تنتمي للأقلية الهندوسية المهمشة من طبقة «المنبوذين»، خلال انتخابات مكنت الحزب الحاكم من تعزيز هيمنته قبل الانتخابات التشريعية المتوقعة خلال بضعة أشهر.
وقالت المرشحة كريشنا كوماري كولي: «أشعر بالفخر.. أشكر حزب الشعب الباكستاني (معارضة) لأنه اختارني».
ومنذ فترة طويلة، يواجه الهندوس، الذين يشكلون نحو 2% من شعب باكستان المسلم (217 مليون نسمة)، تمييزا اقتصاديا واجتماعيا، ونظام الطبقات الذي يحكم الهند ليس مطبقا في باكستان إلا في إطار الطائفة الهندوسية. وأثار الفوز المفاجئ لكولي موجة من التفاؤل على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ غرد المدافع عن حقوق الإنسان جبران ناصر: «أهنئ حزب الشعب الباكستاني لأنه اختار كريشنا كولي، ويجب أن يضم برلماننا ممثلين عن كل الأديان والطبقات والأنواع لبلوغ الديموقراطية الحقيقية».
وقد انتخبت هذه المرشحة بالتصويت السري في هذا الانتخاب غير المباشر، وأعضاء البرلمانات في كل إقليم ينتخبون ممثليهم في مجلس الشيوخ.
وقبل أشهر من الانتخابات النيابية التي ستجرى الصيف القادم، مكن انتخاب نهاية هذا الأسبوع الرابطة المسلمة الباكستانية جناح نواز، الحزب الحاكم من تعزيز هيمنته على مجلس الشيوخ، وبات يشغل 33 مقعدا مقابل 27 في السابق، كما يتبين من نتائج وزعتها اليوم (الأحد) اللجنة الانتخابية الباكستانية ما يؤمن له أكثرية مريحة مع الأحزاب الحليفة.
ويشغل حزب الشعب في مجلس الشيوخ 20 مقعدا، مقابل 12 مقعدا لحركة الإنصاف الباكستانية التي أسسها لاعب الكريكت السابق عمران خان، وينتمي أعضاء مجلس الشيوخ الآخرون إلى أحزاب إقليمية أو مستقلين.
وأعلنت الرابطة المسلمة الباكستانية جناح نواز، في تغريدة لها يوم (السبت) الماضي، أنها أمنت أكثرية واضحة في انتخابات مجلس الشيوخ، فيما ستجرى هذا الصيف انتخابات نيابية في موعد لم يتحدد بعد.
وقد حصل هذا النجاح بعد إقالة رئيس ومؤسس الرابطة المسلمة الباكستانية جناح نواز، رئيس الوزراء السابق نواز شريف، في (يوليو) الماضي بتهمة الفساد، وصدور قرار قضائي الأسبوع الماضي بمنعه من ترؤس الحزب الذي أسسه.
ونفت جماعة شريف مرارا حصول أي عملية اختلاس، واصفة محاكمته بأنها مؤامرة سياسية حاكها الجيش القوي الذي يعتبر نواز شريف عدوه اللدود.