حثت فرنسا الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين على بحث فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب دورها في الحرب الأهلية السورية وبرنامجها للصواريخ الباليستية ودعمها للميليشيات الإرهابية في اليمن ولبنان في إطار مساعي باريس لإقناع واشنطن بالحفاظ على الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع طهران.
وأمهل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق حتى 12 مايو «لإصلاح عيوب مروعة» تشوبه باتفاق ملحق وإلا ستنسحب بلاده من الاتفاق برفض تمديد تعليق العقوبات الأمريكية على إيران. وكانت واشنطن وقعت الاتفاق في عهد باراك أوباما سلف ترمب.
واستجابة لذلك الطلب عرضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا فرض عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب برنامج الصواريخ الباليستية ودورها في الحرب السورية وذلك وفقا لوثيقة سرية اطلعت عليها رويترز ونشرت تقريرا عنها الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الاثنين لدى وصوله لحضور اجتماع مع نظرائه لمناقشة الملف الإيراني «نحن عازمون على ضمان احترام اتفاق فيينا» في إشارة للمدينة التي أبرم فيها الاتفاق النووي الإيراني.
لكنه قال لو دريان للصحفيين "يجب ألا نستبعد (من النقاش) دور إيران في نشر الصواريخ الباليستية ودورها المثير للتساؤل في الشرقين الأدنى والأوسط... يجب طرح ذلك للنقاش أيضا للتوصل إلى موقف مشترك".
واستشهدت الوثيقة السرية بما وصفته بأنه «عمليات نقل لصواريخ إيرانية وتكنولوجيا صاروخية» إلى سورية وحلفاء لطهران مثل ميليشيا الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان.
وسيُعد أي إجراء على مستوى الاتحاد الأوروبي أول خطوات عقابية مهمة من التكتل على إيران منذ رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بموجب الاتفاق الذي حد من الطموحات النووية الإيرانية لمدة عقد على الأقل.
لكن فرض عقوبات جديدة يتطلب موافقة كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 28 دولة. وبعض تلك الدول حريصة على إعادة بناء علاقات الأعمال مع إيران التي جعلت من الاتحاد الأوروبي في وقت من الأوقات أكبر شريك تجاري وثاني أكبر مستهلكي النفط الذي تصدره.
وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز للصحفيين "علينا أن نستكشف كل الإجراءات المحتملة ليكون لدينا نفس نوع الضغط الذي وضعناه في الملف النووي".
وأضاف "يجب أن نفحص كل الاحتمالات التي لدينا لوضع ضغط على إيران في تلك المجالات".
وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني، التي قادت المراحل النهائية في مفاوضات إبرام الاتفاق بين إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة، أن الاتحاد لم يتخذ موقفا رسميا موحدا بعد بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران.