-A +A
أ ف ب (الامم المتحدة )

نفت روسيا الخميس أمام مجلس الأمن الدولي تورطها في محاولة تسميم جاسوس روسي سابق وابنته في بريطانيا، مؤكدة أن لندن تتهمها «بلا دليل» في اطار "حملة منظمة معدة مسبقا".

وخلال اجتماع المجلس الذي عقد بطلب من موسكو، شدد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على أن «روسيا ليست لها أي صلة بتسميم سكريبال» وابنته.

وأضاف انه «اتهام بلا دليل» يهدف إلى «تشويه صورة روسيا». وتابع الدبلوماسي الروسي «نحن في مسرح العبث»، مشيرا إلى انه "قلنا لزملائنا البريطانيين +انتم تلعبون بالنار+ وستندمون على ذلك".

وغداة رفض المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية إشراك روسيا في التحقيق، طالب السفير الروسي بردود على عدد من الأسئلة.

وأكدت السفيرة البريطانية كارين بيرس أن لندن اتبعت كل الإجراءات القانونية والدولية. وأضافت «الشيء الأهم الآن، هو السماح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية» باستخلاص النتائج في هذه القضية مع «إبقاء مجلس الأمن مطلعا» على ما يحصل.

من جهتهم أعلن الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن دعمهم للمملكة المتحدة. وقال السفير الفرنسي فرانسوا دولاتر «لا يوجد تفسير آخر مقنع سوى أنّ روسيا مسؤولة» عما حصل.

من جهتها، قالت الولايات المتحدة أن اجتماع مجلس الأمن الدولي هو "محاولة جديدة من قبل روسيا لاستخدامه لتحقيق مكاسب سياسية".

في المقابل، قالت الصين أن "كشف الحقيقة واستخلاص النتائج على أساس أدلة دامغة امر ملح".

وادى تسميم الجاسوس الروسي السابق وابنته يوليا في الرابع من مارس على الأرض البريطانية، إلى سلسلة تاريخية من إجراءات الطرد المتبادلة بين روسيا ودول غربية، شملت حتى الآن نحو 300 دبلوماسي. وغادر الدبلوماسيون الأمريكيون الستون وعائلاتهم موسكو الخميس.

وتبذل روسيا التي تتهمها بريطانيا التي يدعمها الغربيون بقوة، بالوقوف وراء تسميم سكريبال جهودا شاقة لإسماع صوتها. وقد دعت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي إلى اجتماع لكنها لم تتمكن من إقناعها باشراك روسيا في التحقيق.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد انه «لا يمكن تجاهل الأسئلة المشروعة التي نطرحها» في هذه القضية.

وطرح السفير الروسي بعض هذه الأسئلة. وقال «إلى أين نقل سكريبال (وابنته) بعد تسممهما؟»، ومن أين أخذت عينات«المادة المسممة و»لماذا لم يتم منح روسيا الحق القنصلي في الوصول إلى الضحايا؟«و»كيف أمكن العثور على ترياق بهذه السرعة؟".

وردّت السفيرة البريطانية بان طلب الزيارة القنصلية تم إرساله إلى الضحايا، مؤكدة أن بلادها اتبعت كل الإجراءات القانونية والدولية في هذه القضية.

وقالت بيرس قبل الاجتماع إنّ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي «تجري تحقيقا مستقلا حول عينات تم جمعها في سالزبري، وتقريرها غير جاهز بعد». ووفقا لدبلوماسيين، فإن نتائج هذا التحقيق قد يُعلن عنها الأسبوع القادم.