دونالد ترمب
دونالد ترمب
-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول) GhadawiAbdullah@
حتى هذه اللحظة لم تتوقف التحضيرات الأمريكية لضرب النظام السوري في أروقة وزارة الدفاع (البنتاغون)، ففي الأمس حصلت الصحف الأمريكية على تصريح دخول البنتاغون من أجل المتابعة الصحفية للعملية العسكرية المرتقبة.

وعلى أية حال، بات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب محرجا في حال لم ينفذ وعده بضرب بشار الأسد، خصوصا بعد أن دخلت قصة الكيماوي حيز الرأي العام الأمريكي الذي يعتبر أحد محركات السياسة الأمريكية. وفي الوقت ذاته يحتاج ترمب إلى هذا العمل العسكري الأخلاقي أولا لردع الأسد، وثانيا تمهيدا لولاية ثانية يسعى إلى كسبها منذ الآن.


صحيح أن ترمب تأخر في بدء تنفيذ الضربة، إلا أن ‏«نيويورك تايمز» قالت إن سبب تأخر الهجوم على النظام السوري هو توسيع الضربة لتشمل أهدافا تشل قدرة النظام على شن هجمات على المدنيين. ولفتت الصحيفة إلى أنه تم توسيع دائرة الأهداف لتشل قدرة النظام على شن هجمات عسكرية مستقبلية، وسيستمر القصف فترة طويلة حتى يتم تحقيق كامل الأهداف.

في المقابل؛ ثمة من يرى أن الضربة الأمريكية قد تطال مواقع لـ«حزب الله» اللبناني، الذي أيضا بدأ بإخلاء مقراته من عناصره تحسبا لعمل أمريكي موسع في سورية. وتشير التقارير الأمريكية إلى أن بنك الأهداف العسكرية بات على طاولة البنتاغون، وبانتظار نقطة البداية، لكن السؤال الأهم ما بعد الضربة وليس الضربة بحد ذاتها، فالأسد بات اليوم أكثر تحديا من قبل للمجتمع الدولي، وبالتالي أية عملية عسكرية ضده يجب أن تكون موجعة جدا، ليس من أجل الردع فقط وإنما لشل قدرته على اتخاذ أعمال إجرامية مستقبلا.

لقد فضح الأسد نفسه مرتين بالأسلحة الكيماوية التي يفترض أن يكون قد تم التخلص منها؛ المرة الأولى في خان شيخون العام الماضي وأخيرا في دوما، لكن إلى متى سيكون الأسد طليق اليدين في سورية؟.

الرئيس ترمب وحده القادر على حسم هذه المعضلة، خصوصا أن الجميع بانتظاره، فيما أوروبا وبريطانيا الأكثر حماسة لتأديب الأسد.

اختار الأسد استخدام السلاح الكيماوي في دوما بتغطية إيرانية روسية لإسدال الستار على فصل سيطرة قوات النظام على دوما والغوطة الشرقية، وإعادة إنتاج نفسه سفاحا ديكتاتورا وليس رئيسا. ولعل زلة الأسد تكمن في سوء تقديره لأبعاد استخدام الأسلحة الكيماوية، فمجزرة حلبجة لاحقت صدام حسين ونظامه ١٧ عاما، لكن حساب الأسد سيكون أكبر.