قبل سقوط بغداد بيومين، خرج الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وسط الجماهير، يحتفل بنصر غريب، بينما الجيش الأمريكي كان يتوغل في العراق من ميناء أم قصر وتدور معارك ضارية كان جيش صدام يلفظ أنفاسه الأخيرة. نفس المشهد بكل تفاصيله كرره الأسد أمس وهو يتجه إلى مكتبه في القصر الجمهوري يحمل حقيبة، مدعيا أنه يوم الصمود، فيما تحوم كل طائرات العالم فوق سماء سورية. صورة البعثيين لا تتغير سواء من اليمين أو اليسار، إنها فلسفة تحويل الهزيمة إلى انتصار منذ بداية هذه الأنظمة في مطلع الستينات.
ما يهم اليوم ما بعد الضربة وتداعياتها على الوضع في سورية وليس الضربة بحد ذاتها، فقد ضربت الولايات المتحدة مطارات الأسد العام الماضي بعد مجزرة خان شيخون، إلا أن المشهد السوري بقي قائماً، الأسد في السلطة وميليشيا حزب الله وإيران تتحكم في سورية وتنتشر في وسط دمشق.
السؤال الحقيقي الذي يجب التوقف عنده في الضربة الأمريكية، هو هل يسقط الأسد وتخرج إيران من سورية، دون هذا التساؤل لا معنى لأي ضربة عسكرية مهما كانت، ما دام رأس الشر قائماً في السلطة وتدعمه إيران وروسيا. كل ما جرى في سورية من جلب للإرهاب والتطرف والميليشيات الطائفية كان بسبب ما خطط له الأسد من تحويل سورية إلى ساحة صراع مفتوح على مستوى العالم، وبالفعل أصبحت سورية أسوأ مستنقع في العالم، كل من يدخل فيه من الصعب عليه الخروج. وبالتالي نحن أمام مشكلة تفوق أكثر بكثير ضربة عسكرية سرعان ما تذوب تأثيراتها على الأزمة السورية. فكرت الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الألف وليست العاشرة في نوعية هذه الضربات، واختارت مناطق حساسة من الناحية العسكرية، لكنها كانت من دون محتوى، فالنظام هرع منذ البداية إلى محاولة تفريغ هذه الأماكن. ومن يعرف هذه المناطق، يدرك أنها لا تغني ولا تسمن من جوع، خصوصا أن المئات من مقار حزب الله وإيران ما زالت بعيدة عن الصواريخ الأمريكية. أثبتت أمريكا اليوم أنها إذا تحركت يختفي الجميع، فقد كان الموقف الروسي أشبه بموقف الدولة الخانعة للولايات المتحدة، وعادت سياسة القطب الواحد إلى المسرح الدولي، ونحن نرى أن الدول الغربية في معظمها تؤيد هذه الضربة.
وما دام هذا الزخم الدولي قائماً في توجيه ضربة للأسد وأعوانه في سورية، فالمطلوب توسيع هذه الضربات لتقطع رأس الأفعى (إيران) وتحد من انتشارها في سورية، بل القضاء على الوجود الإيراني وحزب الله في سورية، أما الأسد فتحصيل حاصل سيكون آخر الحسابات بعد زوال إيران. لعل هذه الضربة أعادت ترتيب الأوراق في سورية، وأوضحت حجم كل القوى الدولية والإقليمية اللاعبة، فالصواريخ الروسية ومنصات الدفاع صمتت حتى الآن من دون أدنى رد على الصواريخ الأمريكية.. هذه أمريكا حين تتحرك تملك كل أوراق الحسم في سورية والمنطقة.
ما يهم اليوم ما بعد الضربة وتداعياتها على الوضع في سورية وليس الضربة بحد ذاتها، فقد ضربت الولايات المتحدة مطارات الأسد العام الماضي بعد مجزرة خان شيخون، إلا أن المشهد السوري بقي قائماً، الأسد في السلطة وميليشيا حزب الله وإيران تتحكم في سورية وتنتشر في وسط دمشق.
السؤال الحقيقي الذي يجب التوقف عنده في الضربة الأمريكية، هو هل يسقط الأسد وتخرج إيران من سورية، دون هذا التساؤل لا معنى لأي ضربة عسكرية مهما كانت، ما دام رأس الشر قائماً في السلطة وتدعمه إيران وروسيا. كل ما جرى في سورية من جلب للإرهاب والتطرف والميليشيات الطائفية كان بسبب ما خطط له الأسد من تحويل سورية إلى ساحة صراع مفتوح على مستوى العالم، وبالفعل أصبحت سورية أسوأ مستنقع في العالم، كل من يدخل فيه من الصعب عليه الخروج. وبالتالي نحن أمام مشكلة تفوق أكثر بكثير ضربة عسكرية سرعان ما تذوب تأثيراتها على الأزمة السورية. فكرت الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الألف وليست العاشرة في نوعية هذه الضربات، واختارت مناطق حساسة من الناحية العسكرية، لكنها كانت من دون محتوى، فالنظام هرع منذ البداية إلى محاولة تفريغ هذه الأماكن. ومن يعرف هذه المناطق، يدرك أنها لا تغني ولا تسمن من جوع، خصوصا أن المئات من مقار حزب الله وإيران ما زالت بعيدة عن الصواريخ الأمريكية. أثبتت أمريكا اليوم أنها إذا تحركت يختفي الجميع، فقد كان الموقف الروسي أشبه بموقف الدولة الخانعة للولايات المتحدة، وعادت سياسة القطب الواحد إلى المسرح الدولي، ونحن نرى أن الدول الغربية في معظمها تؤيد هذه الضربة.
وما دام هذا الزخم الدولي قائماً في توجيه ضربة للأسد وأعوانه في سورية، فالمطلوب توسيع هذه الضربات لتقطع رأس الأفعى (إيران) وتحد من انتشارها في سورية، بل القضاء على الوجود الإيراني وحزب الله في سورية، أما الأسد فتحصيل حاصل سيكون آخر الحسابات بعد زوال إيران. لعل هذه الضربة أعادت ترتيب الأوراق في سورية، وأوضحت حجم كل القوى الدولية والإقليمية اللاعبة، فالصواريخ الروسية ومنصات الدفاع صمتت حتى الآن من دون أدنى رد على الصواريخ الأمريكية.. هذه أمريكا حين تتحرك تملك كل أوراق الحسم في سورية والمنطقة.