-A +A
أ ف ب (بيروت)

يختار اللبنانيون الأحد ممثليهم في البرلمان للمرة الأولى منذ نحو عشر سنوات شهدت على انقسامات سياسية ناتجة عن تداعيات النزاعات في المنطقة، وفي ظل توافق سياسي ضعيف في البلد الصغير المتعدد الطوائف.

وستجري الانتخابات وفق قانون جديد يقوم على النظام النسبي، يتوقع أن يحدث تغيير على الأرجح في ميزان القوى السياسية.

وبعد انقطاع طويل، بات موضوع الانتخابات الشغل الشاغل للبنانيين وإن كانوا لا يعولون على تغييرات كبيرة تتيح معالجة القضايا الكبرى في البلد ذي الموارد المحدودة.

وبعدما كان بإمكان الناخبين، وفق القانون الأكثري السابق، اختيار مرشحين من لوائح عدة أو منفردين، بات الأمر يقتصر اليوم على لوائح مغلقة محددة مسبقاً.

وتظهر اللوائح الراهنة زوال التحالفات التقليدية التي طبعت الساحة السياسية منذ العام 2005.

وخلال السنوات الماضية، شهد لبنان أزمات سياسية وأمنية متلاحقة، ما أعطى حجة للمجلس النيابي للتمديد لنفسه ثلاث مرات. وشهدت البلاد شللاً مؤسساتياً انعكس فراغا في منصب رئاسة الجمهورية نحو عامين ونصف، قبل التوصل إلى تسوية في العام 2016 أتت بميشال عون رئيساً للبلاد وبالحريري رئيساً للحكومة.

ويتنافس 597 مرشحاً بينهم 86 امرأة، موزعين على 77 لائحة للفوز بـ128 مقعداً. ويبلغ عدد اللبنانيين الذين يحق لهم الاقتراع 3,7 مليون شخص، خمسهم من الشباب الذين كانوا لم يبلغوا سن الاقتراع في العام 2009.

وتضيق الشوارع في المناطق كافة بصور المرشحين ولوحات إعلانية ضخمة. وخصصت وسائل الإعلام برامج خاصة للانتخابات.

ولعل أكبر مؤشر على عدم مراهنة شريحة واسعة من اللبنانيين على نتائج الانتخابات، النجاح الكبير الذي يشهده فيديو أغنية للشقيقتين ميشال ونويل كسرواني على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره الأسبوع الماضي. وتسخر الشابتان في الأغنية تحت عنوان "منعيد ومنعيد"، من الطبقة السياسية التي تتكرّر منذ عقود من دون أن تحقق أي إنجاز، وتشجعان على عدم التصويت لمرشحيها.

وللمرة الأولى، شارك مغتربون لبنانيون في العملية الانتخابية، إذ أدلى 59 في المئة من أصل نحو 83 ألف مسجلين بأصواتهم الأسبوع الماضي في خطوة تعتبرها السلطة من إنجازات قانون الانتخاب الجديد. كما يأمل كثيرون أن يتيح القانون الحالي لناشطي المجتمع المدني والأحزاب الصغيرة الوصول إلى البرلمان.

وقد صعد نجم المجتمع المدني في لبنان إثر أزمة النفايات التي ملأت شوارع بيروت في العام 2015.

وأنشأت مجموعات وشخصيات عدة من المجتمع المدني تحالف "كلنا وطني" الذي يشارك في المعركة بـ66 مرشحاً ومرشحة في تسع دوائر انتخابية. ويقدم نفسه على اعتبار أنه "الخيار البديل وبداية لتحقيق حلم التغيير".

وتقول الإعلامية بولا يعقوبيان، احدى المرشحات عن تحالف "كلنا وطني" في بيروت، "هناك فريق فاسد جداً، وفي المقابل هناك تيار من الشجعان الذين يحاولون أن يقولوا لهم: لسنا راضين".

ولكن التحديات تبدو كبيرة جداً للحصول على الأصوات. وأوردت احدى شركات الاستطلاع أن الزيادة في نسبة المشاركة لن تتخطى واحدا في المئة مقارنة مع العام 2009 (أكثر من 50 في المئة).