د. محمد الصبان
د. محمد الصبان




عامل يسير فوق براميل نفط. (متداولة)
عامل يسير فوق براميل نفط. (متداولة)
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
سجلت أسعار النفط أمس (الخميس) مستويات قياسية جديدة، كأعلى مستوى لها في 42 شهرا، وتحديدا منذ نوفمبر لعام 2014، وسجل برميل «برنت» خلال تداولاته أمس مستوى 77.9 دولار. ويستعد برنت للصعود بنسبة 2.7% ليلامس مستويات الـ 80 دولارا، وصعد النفط بسبب تهيؤ المتعاملين لاحتمال تجدد العقوبات الأمريكية على إيران، أحد أكبر مصدري الخام، في ظل ضيق الفجوة بالفعل بين العرض والطلب في السوق، وتخطط الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على إيران التي تنتج نحو 4% من إمدادات النفط العالمية، بعد أن انسحبت من اتفاق جرى التوصل إليه أواخر عام 2015 ويحد من طموحات طهران النووية مقابل رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عنها.

وبلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت أعلى مستوى منذ نوفمبر 2014 عند 77.9 دولار للبرميل أمس بارتفاع 0.9% عن التسوية السابقة.


كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أعلى مستوى منذ نوفمبر 2014 عند 71.84 دولار للبرميل، قبل أن تتراجع إلى 71.78 دولار للبرميل، لكن هذا لا يزال أعلى من التسوية السابقة بنسبة 0.9%.

وأكد الخبير النفطي الدكتور محمد سالم الصبان أن ارتفاعات أسعار النفط الأخيرة بأسباب جيوسياسية متعلقة بالانسحاب الأمريكي من اتفاق إيران النووي وتبعاته، إضافة إلى وضع دولتي فنزويلا وليبيا وغيرهما، وكشف أن السعودية تمتلك طاقة إنتاجية غير مستغلة تكفي لتغطية أي نقص في الصادرات الإيرانية نتيجة العقوبات التي ستفرض عليها فورا، موضحا في الوقت ذاته أن هناك دولا أخرى لديها طاقة فائضة تستطيع أن تدفع بها إلى الأسواق كروسيا والعراق وغيرها، إضافة إلى دول من خارج منظمة «أوبك» مثل كندا وأمريكا والبرازيل وغيرها. وأضاف الصبان قائلا: «إن التغييرات التي ستشهدها أسواق النفط العالمية كبيرة، والدور القيادي للسعودية مهم جدا كما تعودنا عليه لعقود مضت، وعلى السعودية أن تحافظ على اتفاق أوبك حتى لو أرادت الخروج منه بشكل تدريجي، وفق إستراتيجية تتم دراستها حتى لا تعود الأسعار إلى الانخفاض مرة أخرى».

وبيّن أن روسيا مشمولة بعقوبات اقتصادية مفروضة عليها من أمريكا وغيرها من الدول، موضحا أنها حاولت في الماضي التقايض مع البترول الإيراني مقابل سلع وخدمات روسية، بهدف الالتفاف على العقوبات الإيرانية، مبديا احتمالية تكرار السيناريو في حال تم تضييق الخناق على النفط والإيرانيين، خصوصا في ظل التلميح الروسي بذلك.