احتجت الولايات المتحدة الثلاثاء على ترؤس سورية لمؤتمر للأمم المتحدة حول نزع السلاح في جنيف، ووصفت هذا الأمر ب«المهزلة»، خصوصا أن النظام السوري يواجه اتهامات من دول غربية باستخدام أسلحة كيميائية.
وغادر المندوب الأمريكي إلى مؤتمر الأمم المتحدة في جنيف روبرت وود، لفترة وجيزة قاعة الجلسات احتجاجا بعدما اخذ المندوب السوري الكلام.
وقال لوكالة فرانس برس إن «وجود سورية هنا مهزلة».
وأضاف «هذا النظام ارتكب جرائم لا تحصى ضد شعبه من خلال استخدام أسلحة كيميائية، ومن غير المقبول أن يترأسوا (السوريون) هذه الهيئة».
وانتقلت الرئاسة إلى سورية بشكل دوري بحسب الترتيب الهجائي والتقليد المتبع منذ عقود في هذه الهيئة التي تضم 65 عضوا.
لكن رغم الإجراء التلقائي لوصول سورية لرئاسة الهيئة، بعد سويسرا والسويد، عبر عدد من ممثلي الدول الأخرى عن غضبهم كون مندوب سورية يتولى رئاسة هيئة فرضت حظرا على استخدام الأسلحة الكيميائية...
لكن الأمم المتحدة ودول الغرب اتهمت دمشق بشن عدد من الهجمات الكيميائية منذ ذلك الحين.
وادى هجوم بالكلور والسارين في بلدة دوما السورية في السابع من أبريل الماضي، إلى ضربات جوية من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد مواقع مفترضة لأسلحة كيميائية في سورية.
وغادر السفير وود لفترة وجيزة القاعة عندما افتتح السفير السوري الجلسة، قبل أن يعود للتعبير عن استياء واشنطن من هذا الأمر.
وقال أمام ممثلي الدول «اليوم يوم حزين ومخز في تاريخ الهيئة».
وأضاف «إنها مهزلة أن يترأس النظام السوري هذه الهيئة، وهو الذي يواصل قتل شعبه عشوائيا بأسلحة تحظرها معاهدة الأسلحة الكيميائية».
وتابع السفير الأمريكي «أريد أن أكون واضحا: لا يمكننا السماح بان تكون الأمور عادية في المؤتمر فيما تترأس سورية هذه الهيئة».
وقال «سنكون متواجدين في هذه القاعة لضمان أن سورية لن تتمكن من القيام بمبادرات تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة».
وأضاف «لكننا سنغير بشكل جوهري طبيعة تواجدنا في الجلسات العامة» قبل أن ينتقل إلى مقعد آخر مخصص عادة للمساعدين، في بادرة احتجاج.
وانضم عدد آخر من سفراء الدول الأخرى إلى الموقف الأمريكي، ومنهم بريطانيا وأستراليا.
وقال السفير البريطاني ماثيو رولاند في بيان الاثنين «إن المملكة المتحدة تشجب تولي سورية رئاسة مؤتمر نزع الأسلحة، بسبب تجاهل النظام الفاضح للمعايير والاتفاقات الدولية لمنع الانتشار ونزع الأسلحة».
لكنه لفت إلى أن على جميع الأعضاء في مؤتمر نزع السلاح ومن ضمنهم سورية، الموافقة على وضع حد لنظام الرئاسة الدورية.
ومن جهته قال السفير الفرنسي إن سورية «ليس لديها الصلاحية المعنوية لإدارة هذه الهيئة».
في المقابل «هنأ» سفراء دول أخرى مثل الصين وكوريا الشمالية، الرئيس الحالي للمؤتمر، فيما هاجم ممثل روسيا، حليف سورية، الولايات المتحدة ومنتقدين آخرين «لتسميم الأجواء» في المؤتمر.
وفي الجولة التالية من الاتهامات قال وود إن «قلقه يزداد بشأن تسميم الشعب السوري».
ومؤتمر نزع السلاح، ليس منظمة دولية لكنه يعقد اجتماعاته في مقر الأمم المتحدة في جنيف. وهو منتدى متعدد الأطراف يعقد ثلاث جلسات في السنة. ويناقش المؤتمر اتفاقيات مراقبة السلاح ونزعه، ويركز على وقف سباق التسلح النووي.