-A +A
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
وسط الانهيارات المتواصلة في صفوف ميليشيا الحوثي وفقدانها السيطرة على عدد من المحافظات، تسعى قطر التي لاتزال تلعب دورا مشبوها في الأزمة اليمنية بعد طردها من التحالف العربي ومقاطعتها إلى دعم المتمردين بإجراء مصالحة بينهم وبين حزب الإصلاح.

وجاءت دعوة حزب «الإصلاح» للمصالحة التي تقف الدوحة وراءها على لسان عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي أمس الأول، والذي زعم أن الطرفين مستهدفان، ومن الخطأ استمرار الخلاف بينهما.


وتوسل البخيتي المصالحة مع الإصلاح بقوله: «من يسبق الآخر في الاعتراف بأخطائه والعمل على معالجتها فهو المستفيد قبل غيره، فلا تجعلوا من أخطائنا عقبة في طريق تصالحنا كما أننا لا نجعل أخطاءكم عقبة في طريق تصالحنا معكم». واعتبر أنه ليس المطلوب منكم ولا منا أي تنازلات، وإنما المطلوب أن نتوقف عن قتل بعضنا البعض، ونقبل ببعضنا البعض، وادعى البخيتي أن الوضع في اليمن ليس معقدا لدرجة تمنع الحل الداخلي بين الفرقاء.

وجاء رد «الإصلاح» بالرفض سريعا على لسان رئيس التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي الذي استخف في حديثه لـ«عكاظ» بدعوة البخيتي والمدفوعة من إيران بإيعاز قطري لعقد مصالحة مع حزب الإصلاح، ونفى أن يكون هناك أي اتصال أو حوار بين حزبه والميليشيات الحوثية. وقال اليدومي: «نحن من يقاتل الحوثي في الجبهات بالطبع كمكون في إطار الشرعية ولا يمكن أن نمد أيدينا لهم فهذا الكلام لا يستحق أن يجاب عليه»، مضيفاً:«إذا كان هناك من حوار مع الشرعية فنحن كطرف في إطار الشرعية سنكون معها وليس خارجا عنها».

فيما اعتبر خبراء وإعلاميون يمنيون أن تصريحات عضو المكتب السياسي للجماعة الإرهابية، تقف وراءها إيران التي أوعزت لقطر بضرورة التدخل لتحقيق هذه المصالحة، وكشفوا أن هذه الدعوة سبق أن قدمت بعد أحداث 2 ديسمبر الماضي والتي انتهت باغتيال الرئيس السابق علي صالح. وأكد الخبراء أن هذا التوجه يؤكد أن الميليشيا تعيش حالة يأس وتبحث عن حليف جديد يحاول إنقاذها مستعينة بتدخل قطري مشبوه، لكن مصيرها الفشل دائما.