أطفال لاجئون سوريون يستقلون سيارة للعبور إلى سورية من بلدة عرسال الحدودية شرق لبنان، أمس. (أ ف ب)
أطفال لاجئون سوريون يستقلون سيارة للعبور إلى سورية من بلدة عرسال الحدودية شرق لبنان، أمس. (أ ف ب)
-A +A
أ ف ب، رويترز (موسكو)، راوية حشمي (بيروت) hechmirawia@
علمت «عكاظ» من مصادر مطلعة في المعارضة السورية المسلحة أمس (الخميس) أن روسيا والجيش الحر توصلا إلى اتفاق هدنة لمدة 12 ساعة، في محاولة لتوسيع إطار الهدنة لاحقا، في حال توصل الطرفان إلى تسوية.

وأوضح المصدر أن هناك غموضا حول مصير درعا، في ظل تمسك الفصائل بالمواجهة مع قوات النظام، إلا أن روسيا تحاول تجنب حرب الاستنزاف من الطرفين، وتعمل على تسوية مشابهة لما حدث بالغوطة، الأمر الذي ترفضه فصائل الجيش الحر.


وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أمس، أن بلاده سحبت 13 طائرة حربية و14 مروحية، و1140 عسكريا من سورية خلال الأيام القليلة الماضية.

وأشار بوتين أثناء مراسم احتفالية بخريجي الجامعات العسكرية الروسية إلى «أن الجيش الروسي أظهر بوضوح قدراته القتالية المتزايدة والمستوى العالي للتنسيق بين وحداته في سورية»، داعيا الخريجين الجدد إلى الاستفادة بكامل النطاق من تجربة هذه العملية في التدريب القتالي. وكشف الرئيس الروسي أن صواريخ «أفانغارد» العابرة للقارات ستدخل الخدمة في القوات الروسية في المستقبل القريب، لتليها بعد عام صواريخ «سارمات». على صعيد آخر، قتل 46 مدنياً على الأقل أمس جراء غارات روسية استهدفت بلدات عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة درعا في جنوب البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن بأن 17 مدنياً من القتلى، بينهم 5 أطفال، قتلوا جراء غارة استهدفت قبواً كانوا يحتمون فيه في بلدة المسيفرة الواقعة شرق مدينة درعا، مضيفا أن أكثر من 35 غارة روسية استهدفت البلدة منذ الصباح غداة خروج مستشفى فيها من الخدمة جراء غارات روسية (الأربعاء) الماضي. وتعد هذه الحصيلة «الأكثر دموية» منذ بدء التصعيد على محافظة درعا في التاسع عشر من الشهر الجاري. ومن جهة أخرى، غادر 400 نازح سوري أمس مخيمات عرسال في لبنان إلى سورية عن طريق معبر الزمراني بآلياتهم التي أتوا بها إلى قراهم في فليطا وقارا في القلمون الغربي. ويعتصم اليوم (الجمعة) عدد من النازحين السوريين في عرسال للمطالبة بعودتهم إلى سورية بعدما تبين أن أسماءهم لم ترد في قائمة المسموح لهم بالعودة. فيما أعلنت الأمم المتحدة أمس (الخميس) أنها أوقفت قوافلها الإنسانية التي تعبر الحدود من الأردن إلى محافظة درعا بسبب المعارك.

إلى ذلك شجب كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري، أمس، ما وصفه بـ«الصمت الأمريكي» إزاء هجوم للنظام السوري على درعا، إذ اتفقت واشنطن على منطقة «خفض للتصعيد» العام الماضي مع الأردن وروسيا حليفة دمشق. وقال الحريري في الرياض: «إن وجود صفقة خبيثة هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفسر غياب الرد الأمريكي على هجوم قوات النظام السوري المدعومة من روسيا في جنوب غرب سورية بعد أن استخدمت واشنطن القوة العسكرية ضد هجمات على حلفائها في مناطق أخرى بسورية».