-A +A
«عكاظ» (القاهرة)
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الدول العربية تخوض معركة حقيقية على الصعيد الدبلوماسي من أجل تثبيت الحقوق الفلسطينية، وضمان أن يبقى القرار الأمريكي بشأن القدس معزولاً وغير قابل للتكرار أو الاستنساخ.

وأوضح أبو الغيط في كلمته أمام البرلمان العربي اليوم (الأربعاء) أن الجامعة العربية تجري اتصالات مكثفة من أجل الإسراع بتشكيل لجنة تحقيق في الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة المحتل منذ 30 مارس الماضي، لافتا النظر إلى أن الجانب العربي نجح في استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 يونيو الماضي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وهو القرارُ الأول من نوعِه في هذا الباب.


ولفت أبو الغيط إلى أن من يظن أن الأزمات العربية الراهنة هي فرصة لتمييع القضية الفلسطينية أو التغطية عليها أو تصفيتها مخطئٌ في قراءة المشهد ومخطئٌ في فهم الرأي العام العربي، منوها بأن الدبلوماسية العربية تواجه تحدياً حقيقياً من أجل التصدي للهجمة الخطيرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية منذ إعلان الإدارة الأمريكية قرارها أحادي الجانب بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

وأعرب أبو الغيط عن اعتقاده بأن الجانب الأمريكي تخلى بهذا القرار وغيره من الإجراءات الأحادية عن حياده إزاء النزاع الأطول أمداً في المنطقة، بل أصبحت الولايات المتحدة جزءاً من المشكلة بدلاً من أن تكون جسراً إلى الحل، مشددا على أن الإجماع العالمي وبرغم الضغوط التي تُمارس هنا وهناك، ما زال صلباً وكاسحاً في تأييد الفلسطينيين.

وأوضح أمين عام الجامعة العربية في كلمته أمام البرلمان العربي أن هناك 45 دولة امتنعت عن التصويت على قرار الأمم المتحدة توفير الحماية الدولية للفلسطينيين في يونيو الماضي، مناشدا البرلمان العربي العمل على التواصل مع هذه الدول سواء تلك التي تتعرض للضغوط لتغير مواقفها أو تلك التي تُبدي النية لاستنساخ الخطوة الأمريكية غير القانونية بنقل السفارة إلى القدس.

وقال إننا نعرف جميعاً أن القضايا التي تواجه أمتنا العربية في السنوات الأخيرة ضاغطة وخطيرة وإن العديد من بلادنا لا يعيش ظروفاً عادية وإنما حالة أزمة، مع التفاوت في حدة هذه الأزمات ومدى اتساعها وخطورتها.

وأضاف أحمد أبو الغيط أنه في كل الأحوال فإن الأزمات لا تبقى محصورة في دولة أو إقليم جغرافي بعينه وإنما تنعكس آثارها وتبعاتها على العالم العربي بمختلف شعوبه وعلى صورته لدى العالم الخارجي، وقدرته على حشد طاقاته وموارده من أجل البناء والتنمية.