أصبحت إسبانيا نقطة الدخول الرئيسية الجديدة لطالبي اللجوء الفارين من أفريقيا في تدفق يخشى مسؤولون في الاتحاد الأوروبي من أنه قد يؤدي لتفاقم التوترات السياسية في أنحاء المنطقة بشأن الهجرة.
ووصل نحو 19 ألف طالب لجوء لإسبانيا في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام وهو ما يعادل تقريبا عدد من وصلوا إليها في 2017 بأكملها بما كان بذاته رقما قياسيا. ويفوق ذلك للمرة الأولى عدد الوافدين من شمال أفريقيا إلى إيطاليا.
ويقول مسؤولو الإنقاذ إن وتيرة زيادة الأعداد تسارعت في الأسابيع الماضية مع إغلاق الحكومة الإيطالية الجديدة لموانئها في وجه أغلب طالبي اللجوء.
ومع مواجهة الاتحاد الأوروبي صعوبات في احتواء الخلافات بشأن سياسة الهجرة يقول بعض المسؤولين في بروكسل إنهم يخشون من أن تصبح إسبانيا موقعا لأزمة جديدة على الرغم من التناقص الحاد في عدد الوافدين إلى أوروبا من أفريقيا بشكل عام.
وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي "لا يجب أن نترك الوضع ينفجر".
وأضاف أن مسار الهجرة عبر المغرب وإسبانيا ظل تحت السيطرة لسنوات وقال "ليس الأمر خطرا حتى الآن لكننا نراقب ذلك".
وأبدى رئيس وزراء إسبانيا الاشتراكي الجديد بيدرو سانتشيث ترحيبا باللاجئين واستقبل سفينتين تقلان مهاجرين رفضت إيطاليا استقبالهما على الرغم من أن أعداد القوارب التي تصل من المغرب زادت أيضا.
ويصل طالبو اللجوء عادة في قوارب مطاطية أسبوعيا لا يكون فيها ما يكفي من الوقود لعبور البحر بما يشكل ضغوطا على خفر السواحل الإسباني. وقال مسؤولون في رابطة خفر السواحل إن مدريد تدرب المزيد من المنقذين للتعامل مع زيادة الأعداد.
وقال المسؤول في خفر السواحل الأسباني أوريول استرادا إن مهربي البشر في المغرب يستخدمون ناشطا في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان للاتصال بخفر السواحل وإبلاغه بموعد انطلاق القوارب صوب إسبانيا.
وأضاف استرادا الذي انقذت سفينته نحو 1200 شخص حتى الآن هذا العام "يعرف مهربو البشر إن المنقذين سيأتون من أجلهم يتصلون ليقولوا إن قاربا غادر من موقع ما في وقت ما وكم شخصا يُقل، إنهم حتى يبلغونهم بأسماء من هم على متنه".
وكان الوضع مشابها قبالة السواحل الليبية قبل حملة من روما نفذتها في الآونة الأخيرة لكبح الأمر مما دفع حزب الرابطة الحاكم في إيطاليا لاتهام سفن الانقاذ بإدارة "خدمات توصيل بالأجرة".
ويقول مسؤولو إنقاذ يعملون في منطقة مضيق جبل طارق إن المزيد من المهاجرين الآسيويين من دول مثل باكستان وسريلانكا يعبرون أيضا في إشارة أخرى إلى أن شبكات التهريب بدأت في تركيز جهودها أكثر على إسبانيا.
ويقول المغرب إنه يكثف من جهوده لمكافحة الهجرة غير الشرعية هذا الصيف وهو أكثر موسم ازدحاما بمحاولات العبور.
وقال المتحدث باسم الحكومة مصطفى الخلفي إن بلاده ملتزمة بالتعاون مع شركائها في مكافحة الهجرة غير الشرعية.
ويواجه مسؤولو الاتحاد الأوروبي في بروكسل صعوبات في الاتفاق على استجابة مشتركة لأزمة الهجرة لتهدئة توترات في إيطاليا وألمانيا. وأشار القادة إلى قلقهم بشأن إسبانيا الأسبوع الماضي عندما توصلوا لاتفاق جديد بشأن الأمر وتعهدوا بمساندة مدريد والرباط على كبح تدفق المهاجرين.