اليماني ملقيا كلمته في الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي الصيني في بكين.
اليماني ملقيا كلمته في الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي الصيني في بكين.
-A +A
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)
أكد وزير الخارجية في الحكومة الشرعية اليمنية خالد اليماني التزام الحكومة بالسلام وإنهاء الأزمة في اليمن بالوسائل السياسية.

وأشار إلى أن الحكومة دعمت جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، مع التأكيد بأن أي حلول وحوارات لا تنطلق من المرجعيات التي توافق عليها الشعب اليمني والإقليم والعالم الممثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 2216، لا يمكن القبول بها، وأي محاولات تخرج عن تفويض الأمم المتحدة في اليمن وقرارات مجلس الأمن وتحديدا القرار 2216 لا يمكن أن يكتب لها النجاح.


وقال وزير الخارجية في كلمته التي ألقاها في الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي الصيني المنعقد في بكين «مر اليمن بتغيرات كبيرة خلال السنوات الماضية، فبعد أن استعاد توازنه بعد ما سمي بثورات الربيع العربي، واتجهت الجهود نحو بناء يمن حديث ودولة مدنية تحقق العدالة الاجتماعية والتنمية وأن يكون اليمن عامل استقرار في المنطقة والعالم، جاء انقلاب ميليشيا الحوثي في 2014 وبدعم من إيران، واستولت الميليشيا على مؤسسات الدولة واحتلت المدن وسخرت موارد الدولة لخدمة حروبها ومشروع إيران التوسعي، ما تسبب بأزمة إنسانية غير مسبوقة في اليمن، وهددت ميليشيا الحوثي الانقلابية أمن الدول الشقيقة المجاورة، وامتد تهديدها لممرات التجارة العالمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب من خلال استهداف السفن التجارية وزرع الألغام البحرية العشوائية».

وأضاف اليماني «أحدثكم اليوم والحكومة الشرعية وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قد استعادت سيطرتها على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية وتعمل جاهدة لتخفيف معاناة الإنسان اليمني، وهي ملتزمة ومن خلال جهودها بتحرير الحديدة وكافة مناطق الساحل الغربي لإعادة اليمن كعامل استقرار في محيطها العربي وحماية ممرات التجارة العالمية في جنوب البحر الأحمر من كافة التهديدات والممارسات التي انتهجتها الميليشيا الانقلابية».

وأشار إلى أن عمليات تحرير الحديدة وبقية مناطق الساحل الغربي في اليمن والتي يقودها الجيش الوطني بمشاركة دول التحالف بقيادة المملكة العربية والسعودية وإسناد من دولة الإمارات العربية المتحدة، تتحرك بصورة مدروسة وحريصة للحفاظ على أرواح المدنيين وحماية الممتلكات العامة والخاصة، في التزام صريح بالقانون الدولي الإنساني، ويرافق هذا التحرك العسكري خطة إنسانية استثنائية وشاملة لمدينة الحديدة والمناطق المجاورة.

وأكد وزير الخارجية أن الحكومة اليمنية تعمل حاليا على مباشرة مشاريع إعادة الإعمار في اليمن وتجاوز ما خلفته الحرب من دمار وأزمة إنسانية كبيرة، داعياً الجميع إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية والمساهمة في مرحلة إعادة الإعمار وتقديم يد العون والعمل مع الحكومة اليمنية لتحقيق تطلعات الشعب اليمني.

ولفت الوزير اليماني إلى أن هذا المنتدى جاء تتويجاً لعقود من العلاقات العربية الصينية المتزنة المبنية على الثقة والاحترام المتبادل والعمل المشترك والتنسيق في المحافل الدولية، والتكامل الاقتصادي والتجاري والتبادل الثقافي بين الدول العربية والصين، ومسؤوليتنا جميعا أن نسعى لتعزيز دور المنتدى وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في مختلف الجوانب وإضافة الأفكار والرؤى المبتكرة التي من شأنها أن تحقق آمال شعوبنا في الرخاء والتنمية.

وقال وزير الخارجية: جميعنا يدرك أن العالم يمر بتغيرات عميقة في النظام العالمي وحالة من اللايقين غير مسبوقة، يصاحبها جملة من التحديات الأمنية والثقافية والتنموية، ولا بد من أجل تجاوز هذه المرحلة وللحفاظ على إنجازات الإنسانية الاستناد إلى لغة الحوار والبناء على القواسم والمصالح المشتركة، والعمل بصورة جماعية لمواجهة كافة التحديات الأمنية والثقافية والاقتصادية والتنموية، وهنا أود الإشادة برؤية الرئيس شي جينبينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، التي أكد عليها صباح هذا اليوم بشأن تعميق الشراكة العربية الصينية وإقامة «مجتمع مصير مشترك للبشرية».

وأشاد بمبادرة الحزام والطريق، التي تسعى إلى تعزيز التواصل والترابط بين الدول وتحقيق المصالح المشتركة الاقتصادية والتجارية والثقافية وتقاسم ثمرة الرخاء والبناء، «ويسرني أن أرى ضمن الوثائق الصادرة عن هذا الاجتماع وثيقة التعاون في بناء الحزام والطريق بين الدول العربية والصين، وهي خطوة من شأنها ان تضع أسسا عملية للعمل المشترك في نقل هذه الرؤية إلى أرض الواقع وتحقيق المنفعة المشتركة المرجوة من مبادرة الحزام والطريق».

وأعرب الوزير اليماني عن بالغ الشكر والتقدير للأصدقاء في جمهورية الصين وللجامعة العربية على جهودهم للإعداد والتحضير لهذه الدورة من منتدى التعاون العربي الصيني، متمنياً للاجتماع التوفيق والنجاح.