الاقتراب من الحديث عن الثورة السورية كان من المقدسات، والتشكيك في هذه الثورة وطريقة إدارتها من القوى المحلية والإقليمية والدولية أيضا كان وما زال من الأسئلة المحرمة، أما وقد دفع الشعب السوري - حصرا- ثمن هذه الثورة بمقتل مليون شخص وإعاقة أكثر من 10 آلاف طفل وتشريد أكثر من 10 ملايين سوري إلى كل دول العالم، فلم يعد هناك مقدسات في الخوض بتفاصيل الثورة السورية.. فلا مقدس سوى الإنسان الذي كان ولايزال هو الضحية.
نهاية العام 2015 سقطت حلب بيد النظام، حينها كانت تقول المعارضة السياسية والعسكرية إن حلب نهاية مطاف الثورة، إلا أن الأبواق المنتفعة التفت على الهزيمة وأكملت شعار «الثورة مستمرة»..زحف النظام في جبال اللاذقية وسيطر على مناطق إستراتيجية، ولم تعترف المعارضة بالهزيمة، أكمل النظام المدعوم من الروس إستراتيجية توسيع السيطرة على الأرض إلى أن سيطر نهاية شهر مارس على الغوطة الشرقية، والأصح من ذلك سلم جيش الإسلام وفيلق الرحمن الغوطة واستقلوا باصات الذل الخضراء إلى الشمال بعد أن جمعوا أموالهم وثرواتهم من الغوطة.. بعدها وفي ليلة ظلماء بعيدا عن الأضواء تم تسليم ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي.. التقط النظام أنفاسه وهو يخطط للزحف إلى مهد الثورة «درعا» لكتابة الفصل الأخير من الصراع. وبالفعل على عجلة من أمره وبدفع روسي رضخت الفصائل لتسليم السلاح الثقيل ومغادرة مهد الثورة بغطاء المفاوضات الوهمي لحفظ ماء الوجه.. وبين تفاصل التسليم والتفاوض كان الشعب السوري يحمل وسادته عله يجد سهلا يأوي إليه وسط شتات يندى له جبين الإنسانية. المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا اختفى، نصر الحريري المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات استأجر منصة تويتر لبث تصريحاته، أما الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة منشغل بتوزيع الحصص السياسية بين الأعضاء، ذابت الفصائل واختفى السياسيون وبقيت معرفاتهم على تويتر فقط تقود ثورة الكرامة، منهم من يقودون الثورة من إسطنبول وآخرون من باريس وعواصم أخرى!. لا حساب، لا عقاب، لا عتاب، لا محاسبة، ولا حتى مراجعات ثورية وكأن شيئا لم يكن، تم تسليم المدن، تشتيت الشعب، التباكي على مأساة اللاجئين أمام المنظمات الإنسانية.. أين هذه المعارضة تبخرت، تعاملت مع الموقف كالنعامة، وضعت رأسها في الرمل بينما الجميع يكشف عورتها، أين الأسماء اللامعة من كل ما يجري.. هل انتهى كل شيء!. ألا يستحق هذا الشعب المسكين مصارحة ومكاشفة من سياسيين حملوا لواء الثورة وكانوا أول الصامتين. كل سوري يسأل اليوم، هل انتهت الثورة.. أخبروا هذا الشعب فقط ليفهم كيف يتعايش أجيال الشتات مع المستقبل، هل ينهي حياته في المنفى أم يعود. إن كل سياسي يخضع لهذا السؤال وهو سؤال للتاريخ.
ابتلى الشعب السوري بنظام ديكتاتور ومتجبر ومعارضة فاشلة تتصارع كالديوك صباحا ومساء.
نهاية العام 2015 سقطت حلب بيد النظام، حينها كانت تقول المعارضة السياسية والعسكرية إن حلب نهاية مطاف الثورة، إلا أن الأبواق المنتفعة التفت على الهزيمة وأكملت شعار «الثورة مستمرة»..زحف النظام في جبال اللاذقية وسيطر على مناطق إستراتيجية، ولم تعترف المعارضة بالهزيمة، أكمل النظام المدعوم من الروس إستراتيجية توسيع السيطرة على الأرض إلى أن سيطر نهاية شهر مارس على الغوطة الشرقية، والأصح من ذلك سلم جيش الإسلام وفيلق الرحمن الغوطة واستقلوا باصات الذل الخضراء إلى الشمال بعد أن جمعوا أموالهم وثرواتهم من الغوطة.. بعدها وفي ليلة ظلماء بعيدا عن الأضواء تم تسليم ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي.. التقط النظام أنفاسه وهو يخطط للزحف إلى مهد الثورة «درعا» لكتابة الفصل الأخير من الصراع. وبالفعل على عجلة من أمره وبدفع روسي رضخت الفصائل لتسليم السلاح الثقيل ومغادرة مهد الثورة بغطاء المفاوضات الوهمي لحفظ ماء الوجه.. وبين تفاصل التسليم والتفاوض كان الشعب السوري يحمل وسادته عله يجد سهلا يأوي إليه وسط شتات يندى له جبين الإنسانية. المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا اختفى، نصر الحريري المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات استأجر منصة تويتر لبث تصريحاته، أما الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة منشغل بتوزيع الحصص السياسية بين الأعضاء، ذابت الفصائل واختفى السياسيون وبقيت معرفاتهم على تويتر فقط تقود ثورة الكرامة، منهم من يقودون الثورة من إسطنبول وآخرون من باريس وعواصم أخرى!. لا حساب، لا عقاب، لا عتاب، لا محاسبة، ولا حتى مراجعات ثورية وكأن شيئا لم يكن، تم تسليم المدن، تشتيت الشعب، التباكي على مأساة اللاجئين أمام المنظمات الإنسانية.. أين هذه المعارضة تبخرت، تعاملت مع الموقف كالنعامة، وضعت رأسها في الرمل بينما الجميع يكشف عورتها، أين الأسماء اللامعة من كل ما يجري.. هل انتهى كل شيء!. ألا يستحق هذا الشعب المسكين مصارحة ومكاشفة من سياسيين حملوا لواء الثورة وكانوا أول الصامتين. كل سوري يسأل اليوم، هل انتهت الثورة.. أخبروا هذا الشعب فقط ليفهم كيف يتعايش أجيال الشتات مع المستقبل، هل ينهي حياته في المنفى أم يعود. إن كل سياسي يخضع لهذا السؤال وهو سؤال للتاريخ.
ابتلى الشعب السوري بنظام ديكتاتور ومتجبر ومعارضة فاشلة تتصارع كالديوك صباحا ومساء.