وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان  يزور مخيم الأزرق للاجئين السوريين  شمال الأردن أمس.( أ ف ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان يزور مخيم الأزرق للاجئين السوريين شمال الأردن أمس.( أ ف ب)




سوريون  يطالعون الأضرار في موقع سيارة مفخخة بجوار مبان مدمرة في إدلب أمس.  (‏ أ ف ب)
سوريون يطالعون الأضرار في موقع سيارة مفخخة بجوار مبان مدمرة في إدلب أمس. (‏ أ ف ب)
__857080-01-08-1533217776_121
__857080-01-08-1533217776_121
-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول))GhadawiAbdullah@
أكدت مصادر مطلعة على تفاصيل الأزمة السورية أن الخلافات الروسية ــ الإيرانية بدأت تتنامى في الآونة الأخيرة بعد ارتفاع عدد الضربات الإسرائيلية للمواقع العسكرية للملالي في سورية.

وكشفت المصادر لـ«عكاظ» أن طهران طلبت من موسكو تفعيل دفاعاتها الجوية في سورية ومنع تحليق سلاح الجو الإسرائيلي من التحليق في الأجواء السورية، إلا أن روسيا لم تستجب للمطالب الإيرانية.


وأضافت أن المستشارين العسكريين الإيرانيين طلبوا من روسيا الرد على الضربات الإسرائيلية من خلال منظومة الدفاع الروسية في الساحل السوري وفي مصياف، لكن وزارة الدفاع الروسية رفضت أن تفتح مواجهة جوية مع إسرائيل، الأمر الذي أثار امتعاض طهران.

ولفتت المصادر إلى أن الخلاف الروسي ــ الإيراني تجاوز مرحلة تحت الطاولة وبدأ يظهر على العلن، خصوصا في مشاورات أستانة الأخيرة، حيث كان الموقف الإيراني أكثر تشددا من الموقف الروسي، خصوصا في ملف المعتقلين.

وقال معارض سوري -حضر اجتماع أستانة 10 الأسبوع الماضي- إن الطرف الروسي يسعى إلى خلق أجواء من الثقة بين المعارضة والنظام، إلا أن الدور الإيراني طالما يلعب دور المعطل لأي حل سياسي في محاولة لاستمرار الأزمة.

وتشير المعطيات على الأرض السورية إلى حالة من الخلاف بلغت العلاقات الإيرانية ــ الروسية، بعد ما جرى في الغوطة ودرعا وقبلها الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المواقع الإيرانية، ولعل زيارة مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي إلى موسكو الشهر الماضي تشير إلى بلوغ العلاقة إلى مستويات متدهورة أكثر من أي وقت مضى.

ويتوقع خبراء صداما وشيكا بين روسيا وإيران في سورية بسبب الخلاف العميق في الأجندة، إضافة إلى تداخل الكثير من القضايا السياسية والتضارب الإستراتيجي، فضلا عن عوامل سياسية وأمنية إقليمية زعزعت هذه العلاقة.

وتكشف التصريحات الإيرانية الأخيرة حول مخاوف من طعنة روسية في الظهر -بحسب مسؤولين إيرانيين- ما أدى إلى اهتزاز الثقة بالتحالف الإيراني الروسي في سورية.

في غضون ذلك، بدأت خريطة التحالفات السياسية على الأرض السورية تتغير خصوصا بعد الإعلان الأمريكي حول الانسحاب من سورية، الأمر الذي دفع الأكراد للذهاب إلى دمشق والتفاوض مع النظام لإدارة مناطق شرقي الفرات تحسباً لفراغ أمني أمريكي.وبحسب مصادر كردية، فإن الزيارات إلى دمشق بدأت بمرحلة بناء الثقة بين الطرفين، بعد أن جرت لقاءات أمنية بين ممثلين عن النظام والأكراد في الحسكة.وأوضحت المصادر أن الخريطة العسكرية في سورية تغيرت منذ عام حتى الآن؛ وهذا يعني تغيرا في الخريطة السياسية أيضا والاستعداد لأي سيناريو.