-A +A
أ.ف.ب ( طهران)، «عكاظ» (جدة)
يوما بعد يوم تتفاقم الاحتجاجات في إيران وتتمدد رقعتها وتتنوع شعاراتها، وقد وصلت في يومها السادس إلى مدينة قم وسط البلاد، وهتف المحتجون بشعار «الموت لحزب الله». ويرى مراقبون سياسيون أن «انتفاضة قم» لها مغزى سياسي كبير وستلقي بظلالها على الاحتجاجات في أنحاء البلاد. ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يهتف فيها المحتجون في قم القريبة من طهران ضد ميليشيا «حزب الله» اللبناني، الذي يرى كثير من الإيرانيين أنه يسترزق على حساب الفقراء الإيرانيين، حيث تخصص له ميزانية سنوية تقدر بعشرات المليارات يشرف عليها بيت المرشد بعيدا عن أي رقابة حكومية. كما هتفوا بشعارات ضد الحكومة والنظام، مطالبين المرشد بالتنحي عن السلطة، وهو الشعار الذي بات يتكرر في جميع الاحتجاجات الأخيرة. وقال نشطاء إن الاحتجاجات انطلقت من «ميدان توحيد» وسط قم، وهتف المحتجون بشعارات «جعلوا الدين سُلما وأذلوا الشعب» و«الموت للديكتاتور».

وتجددت الاحتجاجات في كرج وشيراز وبعض مناطق طهران ضد الأوضاع المعيشية والفساد السياسي والاقتصادي. وقال شهود عيان إن المناطق التي تشهد احتجاجات يتعمد الأمن قطع الإنترنت خشية إيصال الصور ومقاطع الفيديو للإعلام.


ويبدو أن خريف إيران قد بدأ، وأن أوراق رئيس النظام روحاني تتبخر إذ سجلت شعبيته تراجعا كبيرا بعد نحو 5 سنوات في السلطة مراهنا بالكامل على الاتفاق النووي الذي أوشك على الانهيار، ومع بدء العقوبات الأمريكية الجديدة.

وقد أخفق روحاني في العديد من الملفات الداخلية والخارجية، إذ تعيش إيران تحت وطأة انتفاضة داخلية وضغوط خارجية شديدة. وقال صحفي في التلفزيون الإيراني لوكالة فرانس برس إن «مشكلة روحاني تتمثل في عدم امتلاكه خطة بديلة». وأضاف «في الواقع، كان جذب الاستثمارات هي خطته الأولى والثانية والثالثة والرابعة. والآن، أصبح الرئيس العاجز». وحتى عندما كان الاتفاق النووي ساريا كما هو، لم تجر الأمور إطلاقا حسب المأمول. وفي تعليقات تعكس المزاج السائد في أوساط الشباب، قال مصور فوتوغرافي في طهران يدعى آراش «كل رئيس يقدم نفس الوعود بإعادة الأمل. لكن فور انتخابهم لا يقومون بشيء. لو جرت الانتخابات مجددا، فلن أصوت لروحاني ولا لغيره».

ولفت دبلوماسي غربي إلى أن روحاني «اختار عدم الدخول في سجالات والمواجهة عندما كان بإمكانه القيام بذلك». ولم يحظ روحاني بأي تعاطف في أوساط المحافظين الذين اتهموه بتجاهل الفقراء والخضوع للغرب.

وفي مشهد اتهمه رجال دين بإحاطة نفسه بأشخاص «لا يأبهون بمشاكل الناس» وبحوزتهم «جوازا سفر ويرسلون أفراد عائلاتهم إلى الخارج».

ووسط مخاوف من اتساع رقعة الاضطرابات، كتبت صحيفة «كيهان» المحافظة، التي كثيرا ما كالت الانتقادات لروحاني «علينا تنحية خلافاتنا جانبا لأن المصلحة الوطنية ونجاة الوطن على المحك في الوقت الراهن».

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إيجئي أمس (الأحد) اعتقال مساعد محافظ البنك المركزي لشؤون العملات الصعبة أحمد عراقجي غداة عزله من منصبه.

ونقلت وكالات الأنباء عن إيجئي قوله «تم اعتقال العديد من الأشخاص بينهم مساعد محافظ البنك المركزي لشؤون العملات الصعبة مع أربعة من السماسرة وأحد الصرافين باتهامات اقتصادية».