-A +A
«عكاظ» (جدة)

اعترف الإرهابي في جبهة النصرة عصام الهنا (مغربي الجنسية) وكنيته أبو منصور المغربي لقضاء التحقيق العراقي أن شيخًا قطريًا كان يمول التنظيم الذي تشكل في سورية مستغلًا اندلاع الثورة عام 2011، وكان يمول القطري خالد سليمان التنظيم الإرهابي بمليون ريال شهريا.

وأوضح عصام المغربي أن «عمله تضمن الرد على الاتصالات الهاتفية والإلكترونية على القادمين من مختلف البلدان إلى تركيا بغية مساعدتهم للدخول إلى الأراضي السورية، وذلك عبر تزويدهم بأرقام هواتف الناقلين الذين يتكفلون بإيصالهم عبر مراحل إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وكنت أتلقى يوميا عشرات الاتصالات ولأني أتقن أكثر من لغة ساهم ذلك بنجاحي في أداء عملي».

ولفت الإرهابي إلى أن العمل على الملف التركي تضمن العمل على محورين، أولها التنسيق التنسيق لإدخال المهاجرين للقتال في صفوف التنظيم عبر الحدود التركية، ومعالجة جرحى التنظيم في مستشفيات معينة داخل الأراضي التركية، أما الثاني كان يتمحور حول التفاوض لتبادل أسرى التنظيم مقابل الأسرى الأتراك الذين كانوا لدى التنظيم ومنهم مجموعة من الدبلوماسيين الأتراك. وأكد أن عملية التبادل تمت بتسليم القنصل والدبلوماسيين الأتراك مقابل الإفراج عن 450 من أفراد التنظيم كانوا معتقلين لدى السلطات التركية.

وأوضح المغربي أن معرفته بالتنظيمات الإرهابية تعود إلى عام 2012، ويومها كان عمره 29 سنة عندما بدأ متابعة أخبار التنظيم عبر المواقع الإلكترونية، وتعرف عبر برنامج «البالتوك» على «عامر المصري» و«رشيد المصري» وهما من أقنعاه بضرورة الانتماء للتنظيم والهجرة إلى سورية.

ويضيف المغربي باعترافاته في سبتمبر 2013 أنه سافر إلى تركيا بعد ترتيبات قام بها «رشيد المصري» لإيصاله إلى سورية تتضمن ارتباطه بمجموعة من (الناقلين) الذين كان غالبيتهم من الأتراك، حتى وصل إلى سورية في ضيافة «أبو البراء الشمالي» الذي أسكنه في بلدة سلوك التابعة لما يسميها التنظيم بولاية الرقة.

وذكر المغربي في اعترافاته سعيهم من خلال عمله بمكتب العلاقات الخارجية في جبهة النصرة للحصول على أسلحة مختلفة ومنها «الكيميائية» من كوريا الشمالية، وبالفعل ذهب وفد من مكتب العلاقات الذي كان مسؤول التفاوض فيه «أبو محمد العدناني»، بالإضافة إلى كونه المتحدث الرسمي للتنظيم وقتذاك ويرأس الوفد «أبو أحمد العراقي» إلى الفلبين بغية الوصول إلى كوريا الشمالية من أجل إتمام الصفقة إلى أنهم لم ينجحوا بتحقيقها وعادوا من غير تحقيق أي شيء".

وعن كيفية الحصول على الأسلحة، أجاب المغربي «أن أبرز الأسلحة الحديثة التي كنا نملكها يعود مصدرها الى صفقات الشراء مع قيادات من الجيش الحر الذي كانت تزوده جهات متعددة، ورغم الصراع معهم إلا أن عمليات الشراء مع هذه القيادات لم تتوقف من أجل الحصول على الأموال مقابل بيعنا هذه الاسلحة».

وأشار إلى أن انتقاله إلى جبهة النصرة كان بسبب الخلافات مع قيادات في التنظيم وبسبب الوشاية، تم تجريده من مسؤولياته وتحويله إلى جندي ضمن ما يسمى فرقة عثمان التابعة الى ولاية حماة التي يتزعمها.

وبيّن أنه في جبهة النصرة حظي باهتمام كبير، وكان يشغل أحد العاملين باللجان التنسيقية الخارجية، قائلاً «كنت أتواصل مع جهات خارجية منها قطرية للحصول على التمويل المالي ومنهم خالد سليمان وهو قطري كان يحمل لنا شهريا مليون دولار بالإضافة إلى جهات إسرائيلية كانت هي الأخرى تقوم بإرسال الأموال لنا وكذلك معالجة جرحى مقاتلي التنظيم داخل دولة إسرائيل».