الوزير معين المرعبي
الوزير معين المرعبي
-A +A
حاورته راوية حشمي (بيروت) hechmirawia@

* «حزب الله» اعتاد على تصدير الفتنة والطائفية

* قانون الانتخابات انقلاب على الطائف


* لبنان في قمقم يصعب الخروج منه بسلام



لفت وزير الدولة لشؤون النازحين في لبنان معين المرعبي في حوار مع «عكاظ» إلى أن «حزب الله» اعتاد على تصدير الفتنة والطائفية، معتبراً أن حملته على المملكة العربية السعودية ورموزها لا تصب إلا في خانة تشويه العلاقات الأخوية والتاريخية بين بلدين شقيقين.

ولم ينفِ المرعبي بأن يكون هناك رابط بين تزامن الحملة على السعودية في لبنان والضغط باتجاه التطبيع مع النظام السوري، وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• هدد أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، في إطلالته الأخيرة، اللبنانيين بشكل مباشر، وكان قد سبق تهديده حملة مبرمجة من إعلامه على المملكة ورموزها في لبنان. كيف تقرأ هذه التهديدات؟

•• نحن لا نفهم لغة التهديد، هذه ليست لغتنا ولا أسلوبنا، فإن تحدث معنا أو مع السعودية بلغة غير لائقة بإمكاننا أن نرد أو نتواصل.

أما التطاول على المملكة فهو أمر ليس بجديد على هذا المحور، لم يوفر حسن نصرالله وأذرعه في لبنان وخارج لبنان الفرصة إلا وتطاولوا فيها على المملكة؛ لأنها تلعب دوراً محورياً بمواجهة المشروع الفارسي في المنطقة.

كما أن الحملة على القائم بالأعمال السعودي في لبنان، وقبله كانت هناك حملات على رموز سعودية نكن لها كل التقدير والاحترام، لا تصب في مصلحة العلاقة اللبنانية السعودية، وهذه الحملة المتجددة لا يمكن أن نفسرها أو أن نضعها إلا في خانة الإساءة وتشويه علاقة أخوية وتاريخية بين بلدين شقيقين، لكن يجب الإشارة إلى أن «حزب الله» والمحور الذي ينتمي إليه لم يعتادا إلا على تصدير الفتنة والطائفية والتفرقة والقتل والسلاح لذلك لا نستغرب كل ما يصدر عنه.

• هل تعتقد أن هناك رابطا بين الحملة على السعودية بالتزامن مع حملة التطبيع من الفريق نفسه مع النظام السوري؟

•• كل شيء يخدم مصالح «حزب الله» وحلفائه داخل لبنان من أجل التطبيع مع نظام المجرم بشار الأسد ممكن ومباح.

نظام الأسد يضغط بشتى الوسائل والأساليب من أجل إقامة علاقات مع الحكومة اللبنانية، لكن أكرر المثل القائل «أمل إبليس في الجنة»، علاقتنا بالمملكة العربية السعودية نفتخر ونعتز بها ونعتبرها خطا أحمر، فيما إقامة أي علاقة مع نظام مجرم مرفوضة، هذا النظام قتل شعبه بالغازات السامة وبشتى أنواع الأسلحة المحرمة وغيرها وتسبب بالمأساة الإنسانية الأكبر في العالم، فكيف يمكننا كحكومة لبنانية أن نتخذ قراراً بالتطبيع معه؟ كما أن هذه الحكومة تعتبر مستقيلة ولا يمكنها اتخاذ أي قرار حالياً، وقبل استقالة الحكومة وتحولها إلى حكومة تصريف الأعمال رفض رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن يطرح بند تطبيع العلاقات مع النظام السوري على جدول أعمال الجلسات.

كذلك فإنه لا يمكن دستورياً لأي وزير أو سياسي أن يتخذ أي قرار بالتطبيع مع النظام المجرم في ظل حكومة مستقيلة.

إن كل هذه الحملات والأصوات عالية النبرة والتهديدات للبنانيين أو للإخوة العرب أو للمملكة لن تدفعنا إلى التطبيع مع النظام السوري.

• ألا تعتقد أنه طالما لم يحصل تطبيع مع النظام السوري لن تُسهل مهمة الرئيس الحريري وبالتالي لن تشكل حكومة في وقت قريب؟

•• وأنا هنا أسأل، هل من أجل تأليف الحكومة نقوم بضرب كل قيمنا؟ هل نطبّع علاقة مع نظام مجرم قتل مليون شخص وهجر ملايين آخرين ومصيره المحاكم الدولية؟ هل نضع لبنان بأكمله تحت العقوبات الدولية فقط من أجل نظام ينبذه المجتمع الدولي؟ إن عرقلة مهمة الرئيس الحريري ليست بسبب التطبيع مع النظام السوري بالرغم من وجود بصمات لهذا الأمر، هناك أزمة داخلية وهي مطالبة البعض بالمناصفة في بعض الأمور وبالنسبية في أمور أخرى، وهذا لا يمكن أن يتم، إما تطبيق المناصفة بكامل بنودها أو تطبيق النسبية بكامل بنودها، أما الخلط بين الأمرين من أجل مكاسب خاصة فهذا أمر غير مقبول أو معقول. وبحسب اتفاق الطائف فإن القانون الذي جرت على أساسه الانتخابات هو انقلاب كامل على اتفاق الطائف وهذا الأمر وضع البلد بقمقم من الصعب الخروج منه بصحة وسلامة.

• هذا يعني أن الحكومة في نفق طويل؟

•• الكل يجب أن يتنازل عن مكاسبه وحصصه وأجنداته كي تشكل حكومة وحدة وطنية، الرئيس سعد الحريري عندما فاز في انتخابات 2009 كان يملك الأكثرية النيابية وشكل حكومة وحدة وطنية، فلماذا لا يتعاملون معه بالمثل؟

• هل للنظام السوري وحزب الله دور في تراجع المبادرة الروسية من أجل حل وعودة النازحين إلى ديارهم؟

•• لا شك أن حزب الله وحلفاءه العونيين، وهم كما هو معلوم حلفاء المجرم بشار، يحاولون تعويم النظام السوري لأهداف خاصة بهم. المبادرة الروسية هي محاولة جدية لإعادة اللاجئين إلى ديارهم، لكن هناك صعوبات كبيرة كونها بحاجة للتمويل من أجل إعادة إعمار بنية تحتية لبعض المناطق لتتمكن من استقبال النازحين، والمجتمع الدولي يرفض رفضا قاطعاً تمويل المشروع الروسي، لأنه بذلك يعوّم بشار الأسد الذي تسبب بالمأساة الإنسانية الأكبر في العالم، فكيف يساندون المجرم الذي ما زال موجوداً في الحكم وبإمكانه في أي لحظة تكرار جريمته؟ لن يشارك العالم بإعادة إحياء النظام،هناك وضوح لدى الجميع أن المعادلة المناسبة لحل هذه المأساة وإنهائها تقول إن على بشار الأسد أن يتنحى.

ويجدر الإشارة إلى أنه وصلتنا شكاوى بأن النظام السوري أبلغ العديد من العائلات النازحة بعدم قبوله بعودتهم إلى المناطق التي كانوا موجودين فيها، وهذا يعني أن أجندته في التهجير والإقصاء الطائفي مازالت مستمرة.