في لبنان الذي يرزح تحت كومة من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ظهرت مبادرة بيئية تبناها شباب لبناني سميت بمبادرة المواطنة، وأيقظت هذه الأخيرة الوعي الوطني في كل المنطقة، بل وفي كل البلد.
يقود هذه المبادرة سليم كبارة برفقة شباب طموح ومحفز، يتوجهون كل أسبوع لشواطئ طرابلس لجمع القمامة والأكياس البلاستيكية. هذه المبادرة لا تليق إلا ببلد كبير كلبنان.
وتشجيعا لمبادرة الشباب، قام أعضاء من مجلس الأمة الفرنسي ممثلاً بالنائب جويل جيريو عن منطقة (لوار انتلانتيك)، والنائبة كورين فيري عن (كون كالفادوس)، بزيارة لطرابلس لتحفيز الشباب ودعم هذه المبادرة.
وقد استقبلنا من قبل رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، النائب عن طرابلس، ومن طرف وزير العدل السابق سمير الجسر، هو الآخر نائب عن طرابلس، فقد دافعنا عن هذه المبادرة، كما اقترحنا تعاونا وتبادلا للخبرات في هذا المجال.
تعاون لا مركزي، يتمحور في فعالية المبادرة من خلال تبادل الخبرات والآليات مثل إنشاء شرطة للبيئة.
وقد تم تنظيم هذه الزيارة بمبادرة من النائبة ديما جمالي، وعمر حرفرش، اللذين رافقانا طيلة تحركاتنا، وبحضور فريق من يورونيوز.
حيث قدمنا خلال زيارتنا دعمنا الكامل لحملة انطلاق مبادرة «صفر أكياس بلاستيكية» التي ترعاها الغرفة التجارية لطرابلس.
هذا النموذج هو رمز لوعي المواطنين لمسألة البيئة وحماية المحيط والمواقع.
فكل مواطن يستوعب حجم الأخطار التي يسببها التلوث البيئي على الصحة.
غالبا ما يتوجس المواطنون من نواب البرلمان المشتغلين بتعهداتهم وتجديدها، وإهمالهم وعودهم في حملاتهم الانتخابية.
ولهذا تعتبر مبادرة طرابلس جداً مهمة، سواء بالنسبة للنواب أو للمواطنين، فقد دفعت المنتخبين والنشطاء المهنيين للتحرك.
إعادة تكرير النفايات والقمامة التي يعاني منها سكان طرابلس، والتلوث البيئي الذي يمس المحيط والبحر هي مسألة تقتضي الاستعجال في الحلول.
استطعنا من خلال زيارتنا تقييم الوضع، ودون شك مجابهة التحديات التي يواجهها المتطوعون الذين يشتغلون على هذه المسألة.
طرابلس تمتلك كل الرهانات لتتموضع كمدينة اقتصادية ثانية، وجعلها أكثر اخضراراً خدمة لمواطنيها.
مدينة نقية، تستقبل وفودها الأجانب وسياحها بحفاوة وجمال.
لقد فهم جبيل جيدا لعبة الحرب على الأكياس البلاستيكية.
فقد استقبلنا من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون، ومن طرف رئيس الوزراء سعد الحريري، وأكدا لنا دعمهما مبادرة المواطنة هذه.
إذن هي مرحلة جديدة وحاسمة تفتح مجالاً لحراك المواطنين ومبادراتهم الفاعلة.
وعلينا كمنتخبين ومهنيين أن نتوصل إلى نتائج مرضية لهذه المبادرات.