تلتقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الجمعة الرئيس التركي رجب أردوغان في محاولة لطي صفحة عامين من التوتر بين البلدين، في اختبار مثير للجدل ومعقد بالنسبة لميركل التي تواجه اضطرابات سياسية داخلية.
وبعد الاستقبال الرسمي ولقاء على انفراد بين ميركل وأردوغان، من المقرر أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا نحو منتصف النهار ببرلين.
ومن المقرر أن تشهد برلين بعد ظهر الجمعة وكولونيا السبت تظاهرات لمجموعات معارضة تركية وكردية.
وتم نشر قوات كبيرة من الشرطة توقيا من أي اضطرابات.
وحذرت ميركل أثناء نقاش سياسي عام مساء الخميس من أنه "اذا كانت هناك أشياء في النظام السياسي التركي تحتاج نقدا فسيتم نقدها وسأفعل ذلك لكن ذلك لا يعني أنني لا أرغب في أن تكون تركيا مستقرة" مشيرة بالخصوص إلى "وضع حقوق الإنسان" في تركيا.
في الجانب الألماني، وسواء من اليسار أو اليمين تكررت الدعوات لميركل لتكون حازمة خصوصا إزاء التعدي على الحريات العامة. ولازال هناك خمسة ألمان مسجونين في تركيا "لدواع سياسية".
ولن تحضر ميركل وشخصيات سياسية أخرى مأدبة عشاء الدولة التي يقيمها على شرف أردوغان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
ولم تقبل برلين البتة الهجمات المتكررة لأردوغان على ألمانيا وخصوصا اتهام الحكومة الألمانية العام الماضي ب "النازية".
وقالت الرئاسة الألمانية "إن ألمانيا وتركيا بعيدتان جدا عن إقامة علاقة طبيعية والدرب لازال طويلا لاستعادة الثقة".
ويتوقع أن تبقي المستشارة الألمانية على مسافة مع تركيا خصوصا بعد أن أضعفتها أزمات سياسية استمرت سنة وتوتر داخل أغلبيتها حول سياسة الهجرة.
لكنها في الآن ذاته لا ترغب في مهاجمة أنقرة في وقت تضم فيه ألمانيا جالية تركية مهمة قوامها ثلاثة ملايين نسمة.
ويتوقع أن يتم التطرق أيضا مع أردوغان إلى الوضع في محافظة إدلب بسورية في وقت ستتم فيه إقامة منطقة منزوعة السلاح اثر اتفاق روسي تركي لتفادي أزمة إنسانية.
وهذا الموضوع مهم بالنسبة لميركل التي أدى قرارها استقبال أكثر من مليون طالب لجوء بينهم مئات آلاف السوريين في 2015 و2016، إلى صعود تاريخي لليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية في سبتمبر 2017 وأضعف بشكل كبير ميركل وأثر بشدة على انسجام الأغلبية الحاكمة.