-A +A
عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة)
أوضح الخبير الاستراتيجي معن الجبوري، أن اليوم تدخل الذكرى الـ39 لاحتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز موظفيها رهائن لمدة 444 يوماً، فيما تدخل حزمة العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ.

وأكد الجبوري أن إيران المارقة تُحاول دوماً المكابرة والغلو في غيها وهي تترنح تحت وطأة العقوبات وقسوتها، في وقت يشهد فيه الريال الإيراني انهياراً كبيراً في سعر الصرف، بينما ترتفع نسبة البطالة إلى معدلات غير مسبوقة، ويعيش ثلث الشعب الإيراني تحت خط الفقر.


وأشار إلى أن المدن الإيرانية تشهد انتفاضة عارمة وموجة احتجاجات وتظاهرات واسعة رغم القمع والتعسف، وذلك ضد سياسات الحكومة الاقتصادية والسياسية والقمعية، وتهميش الشعوب الإيرانية غير الفارسية وخصوصاً الشعب العربي في الأحواز، لافتاً

إلى انخفاض نسبة الزوار الإيرانيين إلى العراق هذه الفترة إلى ما دون النصف، حيث بعضهم لا يملك مصروف الجيب نتيجة الأزمة المالية الخانقة.

وأضاف أنه في ظل هذا الواقع المضطرب تأتي هذه الحزمة المشددة من العقوبات لتضييق الخناق على حكومة الملالي في طهران، وتُقيد حركة تمويل الإرهاب من منظمات وميليشيات وأحزاب تابعة لها خارج إيران، مما ينعكس سلباً على ديمومة وأداء هذه الحركات وتقليص نفوذها من ناحية، ويسرع بتزايد نقمة الشعوب الإيرانية ومساحة تظاهراتها، ويعطي فرصاً أكبر لإسقاط نظام ولاية الفقيه من الداخل الإيراني.

وذكر الجبوري أن التحدي الإيراني بصلفه المعهود ومكابرته لا يزال يشكل عقبة أساسية في استقرار المنطقة، وذلك بسبب تدخلاتها السافرة في الشأن العربي وعدم احترام سيادة الدول ووحدتها والمواثيق الدولية، لذا سيشكل هذا التاريخ نقطة تحول في مسار مستقبل المنطقة وكبح جماح إيران وتقليم مخالبها.

وبيَّن أن مسؤولية كبرى تقع على عاتق الدول العربية في توظيف الحالة الجديدة وعدم السماح لأي من دول المنطقة أو البنوك والمنظمات والأشخاص حتى في التحايل على العقوبات ومنح إيران متنفس وطوق نجاة ينقذها من عزلتها الدولية ويطيل عمر النظام القائم فيها.