يبدو أن مخاوف الفلسطينيين من الوساطة القطرية لم تكن مبالغ فيها، إذ وثقت عدسات الجوال حديثا جانبيا جمع السفير القطري محمد العمادي مع القيادي من حركة «حماس» الإخوانية خليل الحية حث فيه الأخير على الهدوء، ما يؤكد ما أثير أخيراً عن صفقة القرن برعاية قطرية بين حماس والحكومة الإسرائيلية، والتي دار محورها في أن تدفق المال القطري للحركة مقابل إيقاف أي استفزازات عسكرية!.
وبدا العمادي، الذي شهد موكبه رشقاً بالحجارة من الفلسطينيين، غير مستعد لسماح المجاملات من عضو المكتب السياسي في «حماس»، إذ قاطع حديثه بالقول «نبي (نريد) هدوء اليوم»، ما اعتبره فلسطينيون «تأثيرا سريعا للمال القطري في ضبط إيقاع الحركة الإخوانية».
وكان فلسطينيون قد رشقوا السفير القطري محمد العمادي بالحجارة، ما اضطره لمغادرة منطقة المظاهرات التي زارها على حدود قطاع غزة وإسرائيل الجمعة الماضية، وفقا لما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC، وهي المرة الثانية التي يفر فيها السفير القطري من مواجهة الفلسطينيين الغاضبين خلال 8 أشهر.
وحملت سيارة السفير القطري محمد العمادي ملايين الدولارات في 3 حقائب جاءت عبر مطار بن غوريون الإسرائيلي، متوجهة إلى قطاع غزة براً، بحسب مصدر في «حماس»، لتسليم موظفي «الحركة الإخوانية» في قطاع غزة، ونقلت وكالات أنباء عالمية صوراً لتسلم عدد من الموظفين رواتبهم التي انقطعت عنهم منذ 6 أشهر. وهاجمت حركة فتح تكريس قطر للانقسام الفلسطيني، لافتة إلى أن حركة حماس الإخوانية تبيع الدم الفلسطيني بـ15 مليون دولار. ووصفت السلطة الفلسطينية وحركة فتح الخطوة بـ«المهزلة المذلة».
ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن قراره السماح لقطر لنقل 15 مليون دولار إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليها «حماس»، عازياً سماحه إلى «تخفيض من حدة التوتر».
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلي إلى تنسيق قطري إسرائيلي في تفصح قائمة الموظفين في القطاع الذين ستصلهم رواتبهم المتأخرة.
من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن صفقة القرن ومؤامرة حركة «حماس» لتعطيل قيام الدولة الفلسطينية، لن تمرا.
وقال عباس خلال كلمته في مهرجان أقيم: «هناك مؤامرة أمريكية تتمثل بصفقة العصر، وهناك مؤامرة إسرائيلية لتنفيذ الصفقة، ومع الأسف هناك مؤامرة أخرى من حماس لتعطيل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة».