طفل يمني فقد إحدى ساقيه بلغم حوثي يعالج في مستشفى لمنظمة «أطباء بلا حدود» في المخا. (عكاظ)
طفل يمني فقد إحدى ساقيه بلغم حوثي يعالج في مستشفى لمنظمة «أطباء بلا حدود» في المخا. (عكاظ)
-A +A
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
كشف مصدر عسكري يمني أمس (الأحد)، زرع مليشيا الحوثي مجموعة خطرة من الألغام البحرية بالقرب من خطوط الملاحة الدولية، لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر. وقال المصدر في اتصال هاتفي مع «عكاظ»، إن الفرق الهندسية للجيش الوطني عثرت (الجمعة)على ألغام بحرية بالقرب من جزيرة «مقرشة» في عرض البحر الأحمر، مضيفا أنها حديثة الصنع ومختلفة عن سابقاتها ومزودة بصواعق مغناطيسية تعمل على جذب وملاحقة الأجسام الحديدية وتفجيرها. وأكد أن هذه الألغام من النوع الخطير، مطالباً السفن التجارية المارة في خطوط الملاحة الدولية بتوخي الحذر وعدم الاقتراب من أي أجسام غريبة.

فيما اتهمت منظمة «أطباء بلا حدود»، الحوثيين بزراعة آلاف الألغام والعبوات المتفجرة في المزارع والطرقات في محافظتي الحديدة وتعز، كاشفة أن جميع ضحاياها من الأطفال.


وقالت المنظمة، في تقرير اطلعت عليه «عكاظ»، إن فريقها الطبي عالج خلال الفترة بين شهري أغسطس وديسمبر أكثر من 150 جريحاً أصيبوا بالألغام والعبوات المتفجرة، موضحة أن ثلث المصابين من الأطفال الذين كانوا يلهون في الحقول. وأكد التقرير أن جميع الجرحى أصيبوا بإعاقة دائمة.

وقالت رئيسة بعثة «أطباء بلا حدود» في اليمن كلير هادونغ، إن المدنيين يعاقبون عقوبةً مضاعفة، فالألغام لا تنفجر في أطفالهم فحسب، إنما تحرمهم من زراعة حقولهم، فقد فقدوا مصدر دخلهم وقوت أسرهم، داعية المنظمات المتخصصة في نزع الألغام والسلطات الحكومية في تعز إلى تكثيف جهودها في نزع الألغام في المنطقة.

وحذرت من أن خطر هذه الألغام سيظل على مدى عقود من الزمن، لافتة إلى أن المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في اليمن تمكن من انتزاع 300 ألف لغم خلال 3 أعوام، واستعرضت جملة من الشهادات التي تروي معاناة الجرحى من ضحايا الألغام الحوثية للوصول إلى المستشفيات، مؤكدة أن غالبية الضحايا يتوفون قبل وصولهم.