في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي المتصاعد، أعلن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن المرشد الأعلى علي خامنئي أوصى في مرسوم بإجراء إصلاحات هيكلية خلال الأشهر الأربعة القادمة. ونقلت وكالة «إيسنا» عن لاريجاني خلال جلسة مجلس محافظة قم أمس (الأربعاء) قوله: «إن هذه الوصية تأتي في إطار تعزيز التماسك الداخلي والوحدة اللذين يعتبران من المتطلبات الهامة للسياسة الداخلية». وحذر من خطورة مؤتمر وارسو المزمع عقده في بولندا في 13 و14 من فبراير الجاري، وقال: «أمريكا تسعى لتكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران وتشدد العزلة عليها دوليا». واعتبر أنه مع تكثيف الضغوط الأمريكية على بلاده منذ خروج واشنطن من الاتفاق النووي والسعي لفرض العزلة عليها أصبحت هناك حاجة لتعزيز التكاتف الداخلي لمواجهة أمريكا. وأضاف أنه في الوضع الحالي ليس من مصلحة البلاد إثارة الصراعات الداخلية والخلافات السياسية، ولا يجب أن نغرق في المجادلات بدلاً من التوصل إلى إستراتيجية مناسبة.وبينما لم يكشف لاريجاني طبيعة الإصلاحات التي يريدها خامنئي، توقع مراقبون تغيير النظام الرئاسي إلى نظام برلماني، وإلغاء منصب رئيس الدولة، والانتخابات الرئاسية. وعزا المراقبون هذه الخطوة إلى احتمال الخروج من الاتفاق النووي، في وقت تتجه الأوضاع نحو المزيد من الاضطرابات وسط تزايد الاحتجاجات الشعبية والإضرابات بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وتفشي الفساد والإنفاق على الحروب الإقليمية على حساب زيادة معدلات الفقر والبطالة. وأكد محللون أن الأوضاع في إيران تشبه مرحلة ما قبل سقوط الشاه عام 1979. من جهة أخرى، أعلنت وكالة مهر للأنباء أن شرطيا إيرانيا قُتل وأُصيب آخر بجروح بالغة بعد أن فجر مسلحان شاحنة صهريج محملة بالغاز المسال في شمال غربي البلاد أمس (الأربعاء).