قضية ترحيل الإخواني محمد عبدالحفيظ من تركيا إلى القاهرة في 22 يناير الجاري، أعادت مرة أخرى الجدل حول مصير الإخوان في تركيا، وما إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيبيع الجماعة من أجل المصالح التركية.
وعكست هذه الحالة تردي وضع «الإخوان المسلمين» في المنطقة عموماً، وفي تركيا التي تأوي العديد من القيادات الإخوانية، وهذا يعكس خفة وزن «الإخوان» وعدم أهميتهم لدى صانع القرار التركي، والتي يدعون أنها المقر الآمن والأساسي لهم.
وسرعان ما انفجر سؤال كبير.. «هل باع أردوغان الإخوان؟»؛ علما بأن قضية عبد الحفيظ بقيت معلقة في تركيا 10 أيام دون أن يحرك أحد من قيادات الإخوان ساكناً أو يقنع الحكومة التركية بعدم ترحيل عبد الحفيظ المتهم بجريمة اغتيال النائب العام هشام بركات.
ترحيل عبدالحفيظ أثار رعباً وهلعاً وسط عناصر الإخوان المقيمين في تركيا، حيث نشر العديد منهم اعتراضات على كيفية تعامل السلطات التركية مع الشاب المدان بقتل النائب العام، مشيرين إلى أنها المرة الأولى التي تُعيد فيها السلطات التركية مصرياً إلى بلده.
وسرعان ما حاول بعض شباب الإخوان خلع عباءة التنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي، معلنين براءتهم منه، وفي أكثر من فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، دعا شباب ينتمون إلى «الإخوان» الحكومة التركية ألا تنظر إليهم على أنهم من جماعة الإخوان المسلمين، وإنما فقط مصريين ولا علاقة لهم بالتنظيم.
حالة من الهلع والخوف تتربص بقيادات الإخوان المسلمين المصرية والسورية وحتى اليمنية، ذلك أن المساومات السياسية بدأت في تركيا، ولعل الطبق الأسهل في هذه الفترة هو الطبق «الإخواني»، باعتباره الأسهل والأقل كلفة في تركيا، فضلاً عن كونهم تحولوا إلى عملة رخيصة في أسواق المنطقة.
ويرى مراقبون أن السياسة التركية مليئة بالانعطافات السريعة، وقد حدث ذلك في أكثر من مرة، واليوم يتوقع مراقبون أن تكون جماعة الإخوان المسلمين الذين جعلوا من تركيا مقراً لهم أحد ضحايا انعطافات السياسة التركية، وسيكونون في الأيام القادمة كبش الفداء في التسويات الإقليمية، ذلك أن ورقتهم سقطت في كل الدول.
دعوات التخلي عن الإخوان في تركيا ليست بجديدة، ففي نهاية العام الماضي دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التخلي عن دعم الإخوان لتجنب الوقوع في مطب دويلة قطر.
كما طالب أوغلو الرئيس التركي أردوغان بالتوقف عن رفع شعار «رابعة»، داعيا إياه إلى التخلي عن استقبال واستضافة رموز الإخوان الذين يتهمهم العالم الإسلامي بدعم العنف والتطرف وتمويل الإرهاب.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التعامل بشدة من قِبل السلطات التركية ضد العناصر الإخوانية، فالعديد من الشخصيات الإخوانية كانت تخضع للاستجواب في مطار اسطنبول، إلا أن قضية عبدالحفيظ كانت الأشهر باعتبارها مرتبطة بجريمة جنائية في القاهرة، وعلى ما يبدو أن الإخوان أصبحوا في «البازار»، لكن السؤال ما هو الثمن؟.
اللافت في الأمر، هو تنازع الإخوان وكل المتحالفين معهم في الآونة الأخيرة، وقد بلغت سمعة التنظيم الحضيض بسبب المال القطري الذي يذهب إلى هذه التنظيمات الإرهابية، فالعديد من الشخصيات بدأت تتآمر على بعضها للانفراد بالمال القطري، خصوصاً الذي يضخه نظام الحمدين للإعلام الأخونجي في اسطنبول، وقد بلغت فضائح الإخوان ولصوصيتهم مرحلة فاضحة في الأوساط التركية، الأمر الذي يضاف إلى دوافع تركيا للتخلي عن تنظيم بات فاسداً وغير نافعاً على المستويات كافة، ومُلاحق دولياً بتهم عدة.