-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_policy@
منذ 40 عاما والشعب الإيراني لم يهنأ بالأمن والأمان بسبب الاعتقالات العشوائية بذرائع مختلفة، ولكن في العام الماضي ٢٠١٨ وبسبب ارتفاع ذروة الانتفاضات والاحتجاجات العارمة والإضرابات من مختلف شرائح المجتمع، توسعت الاعتقالات بشكل مفزع. وكشف رئيس مجلس إدارة جمعية الإحصائيين الاجتماعيين في إيران، أن كل ساعة يقتاد فيها ٥٠ شخصا إلى السجن، وبهذ الحسبة يشهد كل يوم اعتقال ١٢٠٠ شخص، وكل عام ٤٣٨ ألف شخص يدخلون السجن وهو ما يصل إلى ٠.٥% من عدد سكان إيران، وبتعبير آخر في كل عام يدخل إيراني واحد من أصل ٢٠٠ إلى السجن.

وكشفت إحصاءات سنوية حول السجون في إيران، أن أعداد المعتقلين تصل إلى ٤٣٠ ألف شخص، ووفقا لمسؤول منظمة السجون في إيران فإن عدد السجناء في العام الماضي كان يراوح ما بين ٢٢٠ و٢٤٠ ألف شخص. وهذه الإحصائيات تمت مقارنتها مع المعلومات الموجودة في ملف إيران في مركز المعلومات «World Prison Brief» وهو موقع لسجون العالم ويوجد فيه معلومات وإحصائيات مدروسة عن عدد السجناء ومعدل السجناء في كل بلد، ووفقا لما أعلنه هذا المركز الدولي في صيف عام ٢٠١٨ فإن عدد السجناء في إيران كان ٢٣٠ ألف شخص ومعدل السجناء كان ٢٨٤ شخصا بين كل ١٠٠ ألف شخص، ووفقا لمعلومات هذا الموقع فإن عدد السجون في إيران عام 2017 كان 253 سجنا وقدرة استيعابها الرسمية هي 140 ألف سجين.


في حين أفاد رئيس السلطة القضائية في محافظة خوزستان بأنه لا يوجد استيعاب كاف لوضع كل هذا العدد من السجناء، وصرح أيضا بأن استيعاب السجون في محافظته يصل إلى ٥ آلاف شخص ولكنها متكدسة بنحو ١٢ ألف سجين.

فيما يقول رئيس منظمة السجون بأن إحصائيات السجناء في إيران ازدادت بنسبة ٣٣٣% منذ عام ١٩٨٦ حتى عام ٢٠١٦، وهذا التنامي المتزايد دليل على اشتباك ومواجهة الشعب مع حكومة لا شعبية. ووفقا للإحصائيات التي جمعها مركز حقوقي مستقل، فقد تم اعتقال ١٣٤٨٤ شخصا أخيراً لأسباب سياسية، وهذه الاعتقالات شملت طيفا واسعا من المحتجين ومن بينهم العمال والصحفيون والطلاب ونشطاء الإنترنت والمراسلون والنشطاء المدنيون، وعلى ما يبدو بأن حكام طهران بعد أعوام من القمع والتعذيب وصلوا لنتيجة بأن لا سبيل لديهم سوى سجن كل إيران.