-A +A
أحمد سكوتي (جدة) askoty@
عرفت قواميس السياسة والانقلابات والانتفاضات في البلدان على اختلافها مصطلحات عدة، لكنها تتفق كثيرا في المغزى والمعنى، إلا أن الوصف الذي استخدمه وزير الدفاع السوداني رئيس اللجنة الأمنية العليا الفريق أول عوض بن عوف، في بيانه الأول، أكد مدى اعتماد النظام الحاكم على الأيديولوجية الدينية، الأمر الذي يجب معه تغيير المصطلح، إذ استخدم لفظ «اقتلاع ذلك النظام».

ولا يخفى على أحد أن البشير طوال سنوات حكمه، التي بدأها بانقلاب عام 1989، ظل متبعاً لسياسة ومراوغة «الإخوان» للمزيد من التوسع في الأيديولوجية التي لا تعترف إلا بمنظومة الإقصاء والتشويه للآخرين.


وإذا كان مصطلح «اقتلاع النظام» يعكس بتر كل جذوره حتى لا تنبت مرة أخرى، إلا أن البشير الذي رفض أي محاولات سياسية مسبقة قبل بيان الثالثة عصر الخميس الماضي خسر كل الألقاب، فبات بعيداً عن وصف السابق، أو المتنحي، بعدما رفض التنحي طواعية سواء بالاستقالة أو بالتنازل، كما أنه يكاد يفقد لقب المعزول، بعدما عارك فيما يبدو الجيش في البقاء والتصدر على سدة الحكم طويلاً، مما حال دون عزله بشكل يحفظ له ماء الوجه، ليبقى الوصف الأخير الذي ينطبق عليه هو «الرئيس المقتلع»، قياساً على اقتلاع رجاله والتحفظ عليهم.

وبسقوط البشير يضاف «المقتلع» كلفظ جديد لقاموس الانقلابات السياسية والانتفاضات الشعبية، بناءً على ما ورد في البيان العسكري نصاً عن اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه.

وكانت الأشهر الأربعة الأخيرة من الاحتجاجات أصعب اختبار واجهه البشير الذي حكم السودان 3 عقود منذ انقلاب الإنقاذ على حكومة الصادق المهدي عام 1989، ليقضي بذلك أطول فترة حكم في تاريخ السودان، الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، وتشتكي نسبة كبيرة منه من الفقر وسوء الحال المعيشي والاقتصادي.