-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة) okaz_online@
أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي، اليوم (السبت) في افتتاح جلسة مجلس النواب اليمني المنعقدة بمدينة سيئون بحضرموت، التي افتتحها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن انعقاد أولى جلسات مجلس النواب، جاء ليكون ممثل الشعب اليمني جنبا إلى جنب مع السلطة التنفيذية الشرعية، ويدا واحدة وصفا واحدا للتصدي للانقلاب الحوثي الغاشم الذي قوض مؤسسات الدولة ونهب أموالها، ومنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، وجند الأطفال في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وهدد طرق الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وزعزع الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، مؤكدا أن هذه الجلسة التاريخية لمجلس النواب اليمين على أرض اليمن جاءت ثمرة من ثمار عاصفة الحزم.

ووجه رئيس البرلمان العربي في كلمته التي ألقاها في افتتاح الجلسة تحية إجلال وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على قراره التاريخي الشجاع بإطلاق عاصفة الحزم وإنشاء التحالف العربي لدعم الشرعية، مؤكدا أن قرار خادم الحرمين الشريفين كان بحق، قرارا تاريخيا عربيا خالدا حفظ عروبة اليمن، وأعاد للأمة العربية كرامتها، وأفشل المشروع الحوثي الإيراني الطائفي في اليمن والمنطقة، وحمى الشعب اليمني، ورسخ مؤسسات الدولة ومقدراتها الحيوية.


وأكد السلمي في كلمته «أن البرلمان العربي الذي لم ولن يتوانى عن دعم الشعب اليمني الشقيق، والوقوف مع الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، لم يدخر جهدا في دعم سيادة وأمن واستقرار اليمن وسلامة شعبه ووحدة أراضيه، ودعم تمثيل مجلس النواب الشرعي في الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، فكانت الحالة في اليمن إحدى أهم شواغل البرلمان العربي وبندا دائما على جدول أعماله، وانعكس ذلك في قرارات البرلمان العربي الصادرة عن جلساته، وبياناته المتوالية، وكلها مبنية على ضرورة التعجيل بالتسوية السياسية التي ترتكز على مخرجات الحوار الوطني اليمني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وخصوصا القرار رقم 2216، داعمة للسلطة الشرعية في الجمهورية اليمنية، ومؤيدة لما تقوم به قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والمحافظة على الأمن القومي العربي».

وشدد السلمي على أن «البرلمان العربي يدين بأشد العبارات الأعمال الإجرامية والممارسات الآثمة التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية ضد الشعب اليمني الشقيق، التي أثبتت بالدليل القاطع عدم رغبتها في إيجاد حل سلمي ورفضها لكافة المبادرات السياسية المتوازنة، ونحملها مسؤولية ذلك، ولقد طالبنا الأمم المتحدة منذ شهر فبراير الماضي بتسمية الطرف المعرقل لاتفاق ستوكهولم».

وأشار السلمي إلى ما صدر عن البرلمان العربي من قرارات لدعم السلطة الشرعية في الجمهورية اليمنية، ودعم ما تقوم به قوات التحالف العربي، ومن أهم هذه القرارات: القرار الصادر في ديسمبر 2017 بشأن تهديدات ميليشيا الحوثي الانقلابية لأمن دول الجوار العربي اليمني وطرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وإطلاقها للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه المدن بالمملكة العربية السعودية، الذي يمثل عملا عدوانيا يهدد السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي، وطالبنا المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه ما يقوم به النظام الإيراني من عدوان سافر على سيادة دولة اليمن وانتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وتهريب الأسلحة بجميع أنواعها والصواريخ الباليستية لمليشيا الحوثي بهدف هدم الدولة في اليمن وتفتيت المجتمع اليمني وزعزعة الأمن وإدامة الفوضى في المنطقة.

كما نوه إلى قرار البرلمان العربي في شهر يوليو 2018 بشأن رفض تجنيد ميليشيا الحوثي القسري للأطفال في اليمن والزج بهم بالقوة الجبرية في ساحات القتال واستخدامهم دروعا بشرية «وطالبنا المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ تدابير عاجلة وعملية لحماية الأطفال في اليمن، ومطالبة مجلس الأمن الدولي باعتبار ما تقوم به مليشيا الحوثي بحق أطفال اليمن والزج بهم في ساحات القتال جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. والبرلمان العربي يثمن عاليا مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن وجعلها منطقة خالية من الألغام، إذ طالبنا فيه المجتمع الدولي بدعم مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن، واتخاذ تدابير عاجلة وعملية لجعل اليمن خالية من الألغام».

وثمن رئيس البرلمان العربي في كلمته المبادرات الإنسانية لدول التحالف العربي لدعم الشعب اليمني وآخرها المبادرة الإنسانية بتخصيص المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مبلغ (200) مليون دولار أمريكي في إطار حملة منسقة من المساعدات الإنسانية العاجلة بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، الهادفة إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق، مشيرا إلى أن المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للشعب اليمني وصلت في الأعوام الأربعة الماضية لما يزيد على (18) مليار دولار أمريكي، خصوصا في القطاعات الإنسانية ذات الأولوية والأهمية التي تمس حياة ومعيشة الشعب اليمني الشقيق.

وأعرب رئيس البرلمان العربي في ختام كلمته عن أمله أن تشكل هذه الجلسة نقلة نوعية في صمود الشعب اليمني وتماسكه وهزيمة الانقلاب الحوثي الغاشم وصد التدخل الإيراني السافر، والوقوف إلى جانب الشرعية الدستورية وتحقيق الوحدة والأمن والاستقرار، وحيا السلمي رئيس وأعضاء مجلس النواب اليمني على حضور هذه الجلسة التاريخية على الرغم من الأعمال العدوانية التي تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية ضد أشخاصهم وأسرهم ومنازلهم.