-A +A
حسن باسويد (جدة)baswaid@
كشف تقرير لموقع «كلاريون بروجيكت» المتخصص في دراسات الجماعات المتطرفة عن وجود مدرسة خاصة في ديربورن بولاية ميشيغان الأمريكية من رياض الأطفال حتى الصف التاسع مرتبطة بتنظيم «حزب الله» والنظام الإيراني. وأضاف التقرير أن أكاديمية «الوحي العظيم» تأسست عام 2015 على يد أنصار آية الله العظمى محمد حسين فضل الله، والتي تكرس أهداف مؤسسيها لنشر رسالته وتعاليمها للأطفال في أمريكا، حسب تصريح أحد مؤسسي الأكاديمية «فؤاد بايون» لصحيفة عربية موالية لحزب الله. مضيفاً أن الأكاديمية «تتبع نفس فلسفة ومهمة ورؤية السيد فضل الله».

كان فضل الله من مؤيدي الثورة الإسلامية عام 1979 في إيران ويعتبر مصدر إلهام رئيسي لحزب الله. يذهب البعض إلى حد وصفه بأنه «الزعيم الروحي» لتلك المنظمة الإرهابية. وأيد فضل الله تفجير ثكنات المارينز الأمريكية في بيروت عام 1983 والذي أسفر عن مقتل 241 من مشاة البحرية الأمريكية (الذين كانوا يعملون كقوات لحفظ السلام) وكذلك 58 جندياً فرنسياً وستة مدنيين. وأشار التقرير إلى أنه في 9 أغسطس 2018، نشرت الأكاديمية إعلاناً عن اشتراكها مع «مشروع القائم»، وهي منظمة يرأسها رئيس قسم الدراسات الإسلامية بالأكاديمية، الشيخ «محمد عياد» الذي درس المبادئ والدراسات الإسلامية في حوزة «الرسول الأكرم» في لبنان، وهي مؤسسة ترعاها إيران وحزب الله. ومما يثير القلق بشكل خاص، حقيقة أن مشروع القائم يحتوي على برنامج للشباب، يعبر عن رؤية معادية للولايات المتحدة ويدافع عن تحالف جهادي مع إيران ضد الغرب.


وتحث مقالات منشورة على موقع القائم على الوحدة الشيعية السنية في الجهاد ضد أعداء الإسلام المزعومين، مع الإشارة إلى «حماس» على أنها حليفة جديرة بالثقة.

وأوضح التقرير أن الأكاديمية عادة ما تستضيف عدداً من رجال الدين المؤيدين بقوة لحزب الله والنظام الإيراني، لإلقاء محاضرات ودروس للطلاب، منهم «أمين راستاني» و«أسامة عبدالغني». وذكر التقرير أن موقع الأكاديمية على الفيسبوك تظهر صور الخميني وخامنئي والقادة الدينيين تنتشر على جدرانها. وأوضحت «كلاريون بروجيكت» أن تلك الأكاديمية ليس سوى واحدة من المدارس الإسلامية العديدة المرتبطة بإيران في أمريكا. وذكرت عدة مدارس منتشرة في الولايات المتحدة، منها، مسجد «ماناساس» في ولاية فرجينيا، والذي أقام احتفالا بالثورة الخمينية، ويتبع المسجد «مدرسة المجتمع الإسلامي» خاصة بدوام كامل مع فصول من الحضانة إلى الصف الخامس. كما أن لديها برنامج تدريس، خاصة أيام الأحد للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات.

وفي ولاية (ماريلاند)، «أكاديمية عالم» الذي يديرها رجل دين متطرف مؤيد للنظام يدعى «عبدالجليل نعوي»، تقوم بتعليم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و15 عاماً.

وفي تكساس، تمت مداهمة مركز التعليم الإسلامي في هيوستن أثناء إقامة احتفال بالثورة الإسلامية الإيرانية، تشيد وتمجد بالمرشد الأعلى خامنئي. وأفاد التقرير بأن مؤسسة «علوي» الخيرية، وهي واجهة للنظام الإيراني، ولها فروع في الولايات الأمريكية، قامت بتمويل أكثر من 60 منظمة إسلامية في الولايات المتحدة، بما في ذلك المدارس الفارسية والإسلامية ومساجد مع مدارس خاصة ودروس للمراهقين والأطفال.

واستمر التمويل في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن الحكومة الأمريكية والمعارضة الإيرانية قد حددوا علانية بأن تلك المؤسسة تعمل كواجهة للنظام الراعي للإرهاب. وأشار التقرير إلى أن هدف النظام الإيراني من تلك المدارس والأكاديميات، هو زرع دعم موال له خارج إيران أكثر من الداخل، وينظر إليها على أنها شبكة أمان ووسيلة لكي يتمكن النظام من البقاء في حال تعرضه للتهديد بالإطاحة. وخلال خطاب لرئيس المحاكم الإسلامية بطهران مارس الماضي، قال إن النظام سيعتمد على المليشيات الشيعية المتطرفة التي يدعمها في العراق واليمن وباكستان وأفغانستان ويفترض أن يكون لبنان وسورية قادرين على إنقاذ النظام إذا تعرض بقاؤه للخطر في حال قيام ثورة شعبية. وأشار التقرير إلى أن مستقبل الثورة الخمينية اليوم، ليس داخل إيران، بل إنه داخل أمريكا وأماكن أخرى، والتي سمح فيها حالة الجهل الغربي، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار في العراق واليمن وغيرهما، في الانتشار وإنشاء بنية تحتية لها.