لم يكن حديث الشارع السوري والدمشقي على وجه التحديد عن انتهاء العمليات العسكرية والعودة التدريجية للأمن في سورية، ولم يكن أيضا الحديث حول الحل السياسي المزعوم، بل كان الحديث يدور حول قضية واحدة تكاد تكون أول انعكاسات انتهاء الحرب وماذا سيقدم النظام للشعب، وهي أزمة الوقود التي حاصرت العاصمة؟
طابور السيارات التي تصطف أمام محطات الوقود والذي وصفته وسائل إعلام روسية بأنه الطابور الذي سيدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، هذا الطابور كان أشبه بجبهة قتال إلا أنه من دون رصاص أو مدافع، بين حجم الأزمة التي تعصف بالعاصمة وبالدولة السورية القائمة وعدم قدرتها على التعايش مع مرحلة ما بعد الحرب، حتى الحلفاء التقليديون موسكو وطهران لم يعد لديهم القدرة على مساندة النظام اقتصاديا -حتى في العاصمة-.
يقول الخبراء الروس إن موسكو ليس لديها إمكانية تصدير النفط إلى دمشق بسبب انعدام البنية التحتية التي دمرتها الحرب، فضلا عن غياب الطرق البرية، أما على المستوى البحري فكلفة نقل الوقود من موسكو إلى دمشق تساوي 30 ضعف التكلفة العادية.
إيران أيضا لم تعد قادرة على مساندة طفلها المدلل في دمشق، فهي تئن تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهلها ولم تعد قادرة على فتح خط الإمداد، وقالت وكالة «بلومبرغ»، الأمريكية، إن العقوبات الأمريكية الصارمة على إيران كان لها وقع اقتصادي كبير في سورية، بالنظر إلى التحالف الوثيق بين طهران ودمشق، كانت أزمة الوقود قد بدأت منذ زمن إلا أنها طفت على السطح، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة نهاية نوفمبر الماضي فرض عقوبات جديدة على نظام الأسد وإيران وروسيا، بسبب ما سمته بالتصدير السري للنفط الإيراني إلى النظام بـ «دعم» من الجانب الروسي.
النظام السوري يريد حفظ ماء وجه الحليف الإيراني، ودفع بمدير شركة المحروقات في سورية مصطفى حصوية، للقول في تصريح صحفي إنه لا توجد تصريحات حكومية رسمية تؤكد العزم على استيراد النفط من إيران براً عبر العراق.
وحتى عملية التوسل إلى الأكراد في شرقي الفرات لم تعد ممكنة بعد توقف المفاوضات بين الطرفين وعدم قبول النظام الوساطة الروسية لإيجاد تسوية مرضية للطرفين.
النفط والطاقة أول الغيث على النظام السوري الذي ظن أنه انتصر في الحرب، بل إن الأخبار الواردة من دمشق تشير إلى اضطرابات داخل منظومة الحكم ووقوع اغتيالات في الآونة الأخيرة استهدفت ضباطا أمنيين في مراكز استخباراتية حيوية ومنهم ضابط بارز في الأمن السياسي يدعى أبو المجد.
نظام الأسد اتهم فصائل معارضة تسمى «سرايا قاسيون»، إلا أن الجميع يعرف أن عهد الفصائل انتهى في سورية بقرار دولي وإقليمي، ومن المرجح أن يكون اغتيال هذا الضابط نتيجة حرب تصفيات بين أركان النظام وجزء من عملية إخفاء المعلومات.
دمشق ليست على ما يرام، بدأت الأزمة تحاصر الجميع بل وصلت إلى غرفة النظام وأركانه، فما يجري من دمشق بداية استحقاقات الحرب، إذ تم تأجيل هذه الاستحقاقات طوال سنوات الصراع الثماني الماضية أما الآن فحان وقت دفع الفاتورة المؤجلة ومعركة إدارة دولة ما بعد الحرب.
طابور السيارات التي تصطف أمام محطات الوقود والذي وصفته وسائل إعلام روسية بأنه الطابور الذي سيدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، هذا الطابور كان أشبه بجبهة قتال إلا أنه من دون رصاص أو مدافع، بين حجم الأزمة التي تعصف بالعاصمة وبالدولة السورية القائمة وعدم قدرتها على التعايش مع مرحلة ما بعد الحرب، حتى الحلفاء التقليديون موسكو وطهران لم يعد لديهم القدرة على مساندة النظام اقتصاديا -حتى في العاصمة-.
يقول الخبراء الروس إن موسكو ليس لديها إمكانية تصدير النفط إلى دمشق بسبب انعدام البنية التحتية التي دمرتها الحرب، فضلا عن غياب الطرق البرية، أما على المستوى البحري فكلفة نقل الوقود من موسكو إلى دمشق تساوي 30 ضعف التكلفة العادية.
إيران أيضا لم تعد قادرة على مساندة طفلها المدلل في دمشق، فهي تئن تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهلها ولم تعد قادرة على فتح خط الإمداد، وقالت وكالة «بلومبرغ»، الأمريكية، إن العقوبات الأمريكية الصارمة على إيران كان لها وقع اقتصادي كبير في سورية، بالنظر إلى التحالف الوثيق بين طهران ودمشق، كانت أزمة الوقود قد بدأت منذ زمن إلا أنها طفت على السطح، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة نهاية نوفمبر الماضي فرض عقوبات جديدة على نظام الأسد وإيران وروسيا، بسبب ما سمته بالتصدير السري للنفط الإيراني إلى النظام بـ «دعم» من الجانب الروسي.
النظام السوري يريد حفظ ماء وجه الحليف الإيراني، ودفع بمدير شركة المحروقات في سورية مصطفى حصوية، للقول في تصريح صحفي إنه لا توجد تصريحات حكومية رسمية تؤكد العزم على استيراد النفط من إيران براً عبر العراق.
وحتى عملية التوسل إلى الأكراد في شرقي الفرات لم تعد ممكنة بعد توقف المفاوضات بين الطرفين وعدم قبول النظام الوساطة الروسية لإيجاد تسوية مرضية للطرفين.
النفط والطاقة أول الغيث على النظام السوري الذي ظن أنه انتصر في الحرب، بل إن الأخبار الواردة من دمشق تشير إلى اضطرابات داخل منظومة الحكم ووقوع اغتيالات في الآونة الأخيرة استهدفت ضباطا أمنيين في مراكز استخباراتية حيوية ومنهم ضابط بارز في الأمن السياسي يدعى أبو المجد.
نظام الأسد اتهم فصائل معارضة تسمى «سرايا قاسيون»، إلا أن الجميع يعرف أن عهد الفصائل انتهى في سورية بقرار دولي وإقليمي، ومن المرجح أن يكون اغتيال هذا الضابط نتيجة حرب تصفيات بين أركان النظام وجزء من عملية إخفاء المعلومات.
دمشق ليست على ما يرام، بدأت الأزمة تحاصر الجميع بل وصلت إلى غرفة النظام وأركانه، فما يجري من دمشق بداية استحقاقات الحرب، إذ تم تأجيل هذه الاستحقاقات طوال سنوات الصراع الثماني الماضية أما الآن فحان وقت دفع الفاتورة المؤجلة ومعركة إدارة دولة ما بعد الحرب.