-A +A
أ. ف. ب (طوكيو)
اختتم إمبراطور اليابان أكيهيتو اليوم (الثلاثاء) مراسم التنحي، متخلياً بعد 30 عاماً في الحكم عن عرش الأقحوان لصالح ابنه البكر ناروهيتو، وهو التنحي الأول في اليابان منذ أكثر من قرنين.

لكن أكيهيتو يبقى إمبراطوراً حتى منتصف الليل، لحظة دخول البلاد في عهد أطلق عليه اسم «رايوا» (تناغم جميل) الذي يُفترض أن يمتدّ طوال مدة حكم ناروهيتو.


وأقيم الموكب الذي لم تتجاوز مدّته 10 دقائق، بدايةً من الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي (8:00 ت.غ) في أجمل قاعة من القصر الإمبراطوري «ماتسو-نو-ما» (قاعة الصنوبر).

وألقى أكيهيتو خطاباً قصيراً قال فيه «أعبّر من عمق قلبي عن امتناني لشعب اليابان الذي قبلني كرمز للدولة ودعمني» مكرراً بذلك تعريف دوره الوارد في الدستور المطبق منذ عام 1947 والذي فقد الإمبراطور بموجبه موقعه.

وفي الصباح، أعلن الإمبراطور تنحيه لأسلافه. وكان أكيهيتو يرتدي جلباباً حريرياً ضخماً لونه بني مائل إلى ذهبي مخصصاً للحاكم وحده، ويعتمر قبعة مرتفعة سوداء اللون.

ويعيش الشعب الياباني احتفالات تاريخية غير مسبوقة بما أن الأمة لن تكون هذه المرة في حداد على الإمبراطور السابق، كما كان الحال في 1989 (وفاة هيروهيتو) و1926 (وفاة الإمبراطور تايشو) و1912 (وفاة الإمبراطور مايجي). وأعطيت إجازة رسمية استثنائية تمتدّ على 10 أيام.

وفُرضت تدابير أمنية استثنائية إذ إن الأسبوع الماضي تعرّض نجل الإمبراطور الأصغر الأمير هيساهيتو إلى حادث اعتُبر تهديداً. فقد عُثر على سكينين على مقعده المدرسي. وأوقف رجل يبلغ من العمر 56 عاماً على خلفية الحادث.

ومن المقرر تنظيم عدّ تنازلي في أماكن مختلفة وساحات محطات القطار ومعابد شنتوية، وهي ديانة تحكم بشكل جزئي الطقوس الإمبراطورية.

إلا أن مجموعة الأحداث المرتبطة بهذا التغيير تمتدّ على أشهر وثمة محطة بارزة في الخريف عندما سيتمّ استقبال رؤساء دول وشخصيات كثيرة.

وفيما كانت الخلافة الإمبراطورية تحصل منذ 200 عام لدى وفاة الإمبراطور الحاكم وذلك لصالح ولي عهده، يستند الانتقال في الحكم من أكيهيتو إلى ناروهيتو إلى قانون استثنائي وضع خصيصا لأكيهيتو.

وكان أكيهيتو عبّر في أغسطس 2016 عن رغبته في التخلي عن مهماته التي لن يتمكن من تأديتها «على أكمل وجه» بسبب سنّه (هو يبلغ اليوم 85 عاما) وتراجع وضعه الصحي.

ويحظى الإمبراطور وزوجته باحترام كبير في اليابان بسبب العلاقة القريبة التي نجح في إقامتها مع المواطنين. وتحظى الإمبراطورة ميشيكو بـ«شعبية كبيرة حقيقية».

وسيحصل أكيهيتو على لقب «الإمبراطور الفخري» كما زوجته وسيتركان القصر لينتقل إليه ناروهيتو وزوجته ماساكو وهما في الـ59 والـ55 من العمر على التوالي.

ويُنتظر كثيراً خطاب ناروهيتو الأول الذي سيلقيه غدا (الأربعاء)، بعد التتويج ويُفترض أن يترجم توجهات عهده.

وعمل أكيهيتو على إعطاء معنى لهذا الدور ووعد ناروهيتو بالاستمرار في هذا النهج. وأكد أنه سيواصل العمل لكي تعلم الأجيال الصاعدة بالتجاوزات التي ارتكبتها اليابان خلال الحرب العالمية الثانية. كما سيحرص على مواصلة دعم ضحايا الكوارث الطبيعية.

لكن وفقا للخبراء يجب أن يذهب إلى أبعد من ذلك لترك بصمته. وقلقه منذ عقود على شحّ المياه على الأرض قد يكون محور اهتمام على الساحة الدولية.