سودانية ترفع علامة النصر خلال اعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم أمس الأول. (رويترز)
سودانية ترفع علامة النصر خلال اعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم أمس الأول. (رويترز)
-A +A
رويترز، أ.ف.ب (الخرطوم)
حذر تجمع المهنيين الذي يقود الحراك السوداني أمس (الإثنين) من محاولات فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم. وقال التجمع في تغريدة على موقعه في «تويتر» إن محاولات تجري لإزالة الترس الموجود قبالة كبري كوبر. واعتبر التجمع «هذه المتاريس هي أحد أهم خطوط أمامنا تم تثبيتها بدماء شهداء وقفوا عليها وشيدوها وقدموا أرواحهم من أجلها»، وفق قوله. ودعا جميع الثوار للحضور للقيادة العامة للجيش «لحراسة اعتصامنا وحماية ثورتنا وإبطال المحاولات المتكررة لإزالة المتاريس التي هي مدخل لفض الاعتصام وتقويض الثورة».

ومن المتوقع أن يقدم المجلس العسكري الانتقالي رداً مكتوباً على الوثيقة الدستورية التي تسلمها من قوى الحرية والتغيير.


من جهة أخرى، يتحدى آلاف السودانيين منذ شهر القيظ والغبار ويعتصمون أمام مقر الجيش في الخرطوم للمطالبة ببلد جديد، متمسكين بأحلامهم سواء بالديموقراطية أو بالازدهار الاقتصادي.

وتبقى الآمال كثيرة، لكن بعض المطالب تحظى أو تكاد بالإجماع في موقع الاعتصام. فالكل يطالب بتحسين ظروفهم المعيشية، لكن الغالبية يرفعون مطالب أخرى من بينها قيام سودان «خال من المتأسلمين». ويقول أحد المتظاهرين بهذا الصدد «لقد دمروا البلد حرفيا».

وتكتظ الجادة المحاذية لمقر الجيش بمئات المعتصمين الذين يعبرون ذهابا وإيابا وسط أجواء طيبة، تمتزج فيها رائحة القهوة برائحة أطباق الفول التقليدية التي تُطهى في قدور ضخمة.

وحين تسألهم: كيف يتصورون السودان ما بعد البشير، لا يخفي المتظاهرون من أعمار متفاوتة حماستهم. ويقول محمد عادل 22 عاما: «نريد بلدا يصل فيه ذوو الكفاءات إلى الوظائف بدون وساطات»، مضيفا «أخيم منذ شهر حتى لا يطعن أحد بحلمي». ويقول الطالب في الهندسة الذي لم يعرف نظاما غير نظام البشير: «نريد بلدا (...) يديره المدنيون وليس إسلاميين كما من قبل».

ويلزم الجميع الحذر إزاء تعثر المحادثات بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري. ويتوقف نجاح هذه المحادثات برأي الخبراء على قدرة الطرفين على صياغة تسويات مقبولة من الطرف الآخر، إنما كذلك من غالبية السودانيين الذين يتوقون بمعظمهم إلى حياة أفضل.

وقال أبو الكامل الذي كان عمره 18 عاما عند تولي البشير السلطة إن «شعب السودان يريد قبل أي شيء تلبية حاجاته الأوليّة على صعيد التربية والصحة والمزيد من العدالة الاجتماعية». ويضيف الموظف في جامعة الخرطوم «الإسلاميون دمروا البلد فعليا بدعوتهم مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات دولية على بلدنا». وقالت عائشة الخمسينية «كل ما نريده هو أن نأكل ونكتفي، وأن نرى البلاد تعمّر من جديد». وأعربت انتصار ربيعة عن تطلعات مماثلة، آملة في قيام «سودان مزدهر ومتطور وحيوي».

ويردد المحتجون شعارات تعرب عن حجم آمالهم، فيهتفون في كل التظاهرات «حرية سلام عدالة»، وهي مطالب تتخطى التطلعات الاقتصادية. وبعد حرمانهم على مدى سنوات من إبداء اهتمامهم بالشأن السياسي في ظل نظام ألغى النقاش العام وخنق حرية الصحافة مع تصنيف السودان في المرتبة 174 من أصل 180 بلدا في التصنيف العالمي لمنظمة مراسلون بلا حدود.