Print
Print
-A +A
«عكاظ» (الكويت)، رويترز (بروكسل، واشنطن)
يبدو أن صيف إيران هذا العام سيكون ساخنا وقاسيا في آن واحد، ومع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، فإن احتمالات المواجهة بدت أكبر حاليا من أي وقت آخر. وحذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أمس (الإثنين)، من أنه إذا حاولت إيران الإقدام على أي تحرك ضد الولايات المتحدة، بعد أن نشرت واشنطن حاملة طائرات والمزيد من المقاتلات في المنطقة، فسيكون ذلك خطأ فادحا. وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة سترى ما سيحدث مع إيران، لكن إن حاولت فعل أي شيء فسيكون ذلك خطأ كبيراً.

وانضمت مقاتلات F15 وF35 إلى قاذفات B52 الأمريكية في طلعات جوية فوق الخليج.


وحذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، أمس (الإثنين)، من مخاطر نشوب صراع بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال للصحفيين في بروكسل: «نحن قلقون للغاية من خطر نشوب صراع عن طريق الصدفة مع تصعيد غير مقصود». وطالب بعدم إعادة طهران مرة أخرى إلى مسار إعادة التسلح النووي، وقال هانت: «لا أحد يريد أن تمتلك إيران السلاح النووي».

بدورها، حذرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني من مغبة التصعيد بشأن إيران. وأكدت أن الاتحاد يدعم تنفيذ الاتفاق النووي دعما كاملا، ويريد من القوى المتنافسة تجنب أي تصعيد آخر بشأن القضية. وأضافت موغيريني قبل اجتماع لوزراء خارجية دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقعة على الاتفاق في بروكسل أمس: «سنواصل دعمه قدر ما نستطيع بكل الوسائل وبإرادتنا السياسية».

وفي تطور لافت، أجل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو زيارة لموسكو أمس، وسارع إلى التوجه لبروكسل، حيث ناقش مع نظرائه الأوروبيين «مسائل ملحة»، خصوصا ملف إيران، بحسب ما أعلن مسؤول أمريكي. ومن المقرر أن ينتقل بومبيو اليوم (الثلاثاء) إلى منتجع سوتشي على البحر الأسود للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، وسيكون الملف الإيراني حاضرا بقوة على طاولة النقاش.

ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد إرسال الجيش الأمريكي ناقلة طائرات إلى الخليج، وتلويح إيران بإمكانية استهدافها، لاسيما بعد أن أعلن قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني، الأحد، أنه إذا أقدمت أمريكا على خطوة فسنوجه لها ضربة في الرأس، بحسب ما نقلته وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء.

وقال بومبيو، في مقابلة بثت أمس مع شبكة «سي.إن.بي.سي»: إن نشر عتاد أمريكي إضافي يأتي استجابة لمعلومات مخابرات عن هجمات إيرانية محتملة، ويهدف إلى ردعها والرد عليها إذا اقتضت الضرورة. وحذر «إيران من استهداف مصالح أمريكية، سواء في العراق أو أفغانستان أو اليمن أو أي مكان بالشرق الأوسط»، موضحا أن واشنطن «مستعدة للرد بالطريقة الملائمة».

وعلى الجانب الإيراني، زعم قائد القوة البحریة في الجیش الإیراني حسین خانزادي، أن إيران مستعدة للرد على أي تهديدات سواء من جانب أمريكا أو أي دولة أخرى. ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» فقد اعتبر خانزادي في كلمة له مساء الأحد، أن إرسال حاملة الطائرات الأمريكیة إلى الخلیج «مجرد استعراض مخادع». وأرسلت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي سفينة هجومية برمائية وبطاريات صواريخ «باتريوت» إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز «بي-52»، ما يفاقم الضغوط على إيران.