استيقظت العاصمة الخرطوم وبقية المدن السودانية، اليوم (الاربعاء)، على غير عادتها دون صحف ورقية بعدما اضطرت أغلبها للغياب قسرا وبعضها اختيارا على خلفية الإضراب الذي دعت إليه قوى الحرية والتغيير. إذ تجاوبت عدة صحف مع الدعوة، وأعلن صحفيوها الإضراب عن العمل في إطار الحملة التي تقودها تحالف الحرية والتغيير لحث المجلس العسكري على تسليم الحكم للمدنيين.
وعلى جانب آخر وضع الإضراب عدة صحف مؤيدة للمجلس العسكري الحاكم في اختبار صعب، إذ اضطرت مجبرة للدخول في الإضراب بسبب غياب فنيي المطابع. فيما أعلنت صحف أخرى تأييدها دون تحفظ للاضراب ونصب محرروها خيمتهم في ميدان الاعتصام.
وشهد السودانيون الذين عرفوا بولعهم وشغفهم بقراءة الجرائد يوما طويلا بلا صحف ظلت تنقل لهم تفاصيل الحراك وشكل الغياب الاختياري القسري للجرائد الورقية اختبارا حقيقيا للصحف الإلكترونية التي فشلت في ملء فراغ غياب الورقي، إذ ظلت الأبصار تبحث عن الخبر والمصداقية والتحليل السليم ولم تعثر عليه على شاشات الأجهزة الذكية، إذ كشف غياب الورقي عن أكشاك الخرطوم أن المنصات والمواقع الإلكترونية وبعض صحفها التي تحشد صفحاتها بالعواجل إنما كانت تقتات أصلا من أخبار وتحليلات الورقي.