-A +A
«عكاظ» (واشنطن)
كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الاقتصاد الإيراني يتجه نحو كارثة حقيقية، متوقعة أن ينكمش بنحو 6% العام الحالي، في حين خسرت العملة نحو ثلثي قيمتها حتى الآن. وأكدت في تقرير نشرته (الجمعة)، وكتبه جون هانا مستشار وزير الدفاع السابق ديك تشيني، أن طهران قد لا تستطيع الانتظار حتى انتهاء فترة الرئيس دونالد ترمب نظرا لعجز الدول الأوروبية عن تعويضها عن العقوبات الأمريكية. ورأت أن نظام الملالي اعتمد منذ البداية خطة «أ»، وهي الانتظار حتى انتهاء فترة ترمب خلال عام ونصف أو حتى لفترة أطول بكثير في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية القادمة. وتوقعت المجلة أن طهران لن يكون بمقدورها الانتظار كل هذه الفترة نتيجة المصاعب الاقتصادية التي يتوقع أن تتفاقم بشكل كبير بعد انهيار صادرات النفط التي تشكل عصب الحياة لاقتصادها، وفي ضوء عجز الدول الأوروبية عن الوفاء بوعدها باستمرار التعامل التجاري بشكل طبيعي مع طهران.

وقال التقرير: مع تزايد احتمالات حدوث كارثة اقتصادية بسبب انهيار صادراتها النفطية، فإن إيران دخلت في أخطر مرحلة في مواجهاتها مع الولايات المتحدة منذ 40 سنة. وأضاف: من الواضح أن القادة الإيرانيين بدأوا يشعرون أكثر من السابق بأن خطة «أ» في انتظار رحيل الرئيس ترمب لم تعد مجدية، والحقيقة أن هناك شعورا عاما بأن القادة الإيرانيين باتوا يستشعرون خطر الجلوس ساكنين وانتظار انتهاء فترة ترمب.


ولفت إلى أن هناك عاملين رئيسيين يدفعان نظام طهران إلى تغيير موقفه، وهما قرار واشنطن تجميد الإعفاءات النفطية لجميع الشركات للوصول إلى مستوى صفر في صادرات النفط، وفشل الدول الأوروبية في تعويض طهران ولو بشكل جزئي عن العقوبات لتحفيزها على البقاء في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وأكد أن تعهد واشنطن بإنهاء صادرات النفط بشكل كامل سيدفع اقتصاد إيران إلى الدخول بدائرة موت لم يشهدها النظام الإيراني من قبل، في الوقت الذي يعاني هذا النظام فيه من تراجع كبير في مصداقيته أمام شعبه.

ورأى الكاتب أن إيران غير مستعدة للدخول في مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة، وهو يدرك أنه في حال اندلاع مواجهة فإن الرد الأمريكي سيكون هائلا، لافتا إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من 100 غارة جوية على أهداف إيرانية داخل سورية في السنوات الـ3 الماضية، ما أدى إلى مقتل مئات الإيرانيين دون أن تحرك طهران ساكنا.