-A +A
أ ب، رويترز (الخرطوم)
أصبح المشهد السوداني أكثر تعقيدا بعد فض اعتصام وارتفاع عدد القتلى، وحذر محللون من أن البلاد مقبلة على فترة من الغموض قد تصل إلى الفوضى خصوصا بعدما ألغى المجلس العسكري ما تم التوصل إليه خلال مفاوضات الفترة الماضية مع قوى الاحتجاج بشأن إدارة الفترة الانتقالية وتسلم المدنيين الحكم. ورأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن الساعوري أن تعنت قوى الحرية والتغيير في المفاوضات وعدم اعترافها كليا بدور المجلس العسكري في قيام “الثورة” من الأسباب التي أدت إلى تصعيد الأمور. وأضاف “هناك عدم ثقة بين القوى العسكرية وقوى الاحتجاج وليس هناك رؤية مشتركة لإدارة البلاد”. وأوضح أن الضغوط التي يمارسها المحتجون لاستلام السلطة مثل “الإضراب العام كان ناجحا للغاية وأوشك أن يصيب العاصمة بالشلل. لذا فكّر العسكر في البدء في تجريد المتظاهرين من أوراق الضغط وكان القرار تجريدهم من سلاح الاعتصام”. وحذر من أن السودان في طريقه للفوضى السياسية والاجتماعية والامنية، متى يمكن أن يسمح بحدوث انقلاب من عسكريين شباب قد يكون في صف الثورة أو صف المجلس العسكري. واعتبر أن استخدام العسكريين ورقة الانتخابات بوجه المحتجين مرده أن هؤلاء “غير جاهزين لها وليس لديهم مرشح وتجاربهم السابقة في انتخابات 2010 و2015 كانت ضعيفة”. فيما لفت اندرياس كريغ الأستاذ المساعد في “كينغز كوليج” في لندن، إلى أنه من الصعب تخيل أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة في هذه المرحلة. بدوره، أكد ماثيو غويدير الأستاذ بجامعة باريس وخبير الشؤون العربية أنه “من غير المرجح أن تكون الانتخابات نزيهة بسبب الدعوة إلى المقاطعة”.

وحذر مركز صوفان للتحليل الأمني ومقره نيويورك أمس، من أن هناك خطرا حقيقيا من تحول الوضع إلى حرب أهلية شاملة، ما سيؤثر بشكل كبير على المنطقة”.