-A +A
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
كرست مليشيا الحوثي الانقلابية حالة الانقسام في أوساط الشعب اليمني في عملية تسييس واضحة للمشاعر الدينية، إذ أعلنت في مناطق سيطرتها أن أمس (الثلاثاء) المكمل لشهر رمضان، في وقت أكدت الحكومة الشرعية أن (الثلاثاء) هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

واستغلت المليشيات هذه المناسبة الدينية لأهداف سياسية وعسكرية بحتة تتمثل في معرفة مدى التزام الشعب اليمني بتوجيهاتها والرضوخ لأوامرها، وملاحقة واعتقال كل من يعارض ذلك أو يلتزم بإعلان الشرعية.


واعتبر وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الدكتور طارق القرشي في تصريحات لـ«عكاظ»، أن هذه الخطوة تكريس الانقسام الحاصل منذ سنوات وتعكس الهيمنة الطائفية التي يفرضها الحوثي بقوة السلاح وتعمل على تسييس الدين وتفرض على الشعب أفكارا مقيتة ورؤى بغيضة.

وقال القرشي: لم تكن وحدة الأمة أو وحدة المجتمع في يوم من الأيام أولوية لدى هذه الجماعة المارقة التي جاءت أساساً لهدم المجتمع وتبديد نسيجه الواحد وفرزه على أساس تقسيمي، مؤكدا أن المليشيات دأبت منذ نشأتها على إفساد وتشويه الشعائر الدينية لدى عموم المسلمين واتجهت لبناء مناسباتها الخاصة بعائلاتها ورموزها.

وأفاد سكان محليون في صنعاء لـ«عكاظ»، بأن مليشيا الحوثي اختطفت عددا من المواطنين من حي الحزيز جنوب صنعاء إثر خروجهم لأداء صلاة العيد، ملتزمين بما ورد في بيان الحكومة الشرعية، إذ تعيش جميع المحافظات الواقعة تحت سيطرتها أفراح العيد بعكس مناطق الحوثي، كما حاصر عدد من الأطقم المسلحة الحوثية مسجد «الفيض الحاتمي» في العاصمة واعتقلت عشرات المواطنين بتهمة إقامة العيد.

وفي محافظة إب، اختطف الحوثيون عددا من المدنيين والعمال من وسط المحلات التجارية في شارع الجبانة بتهمة الاحتفال بالعيد وفتح محلاتهم في الصباح، ووفقاً لناشطين يمنيين فإن المواطنين المختطفين في إب اقتادتهم المليشيات إلى قسم شرطة الجديد في منطقة الشعاب.

وافادت المصادر بأن المليشيا عقب إعلانها بيانا يحث على استكمال رمضان وجهت خطابات إلى مسؤولي الحارات ومليشياتها بمراقبة المساجد والشوارع واعتقال كل من يحاول إقامة شعائر العيد أو يثبت أنه لم يصم.