منذ صعود تيار الملالي في نهاية السبعينات وتولي الخميني دفة القيادة لم تعش المنطقة لحظة هدوء، ليس المنطقة فحسب بل تجاوزت أيديولوجية النظام الإيراني القارات حين وصف الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر وفرنسا بالشيطان الأصغر.
كانت أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين في السفارة بطهران أول مواجهة بين واشنطن وطهران، وانتهت حقبة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان دون أن تطلق إيران الرهائن، ومع مجيء الرئيس الديموقراطي جيمي كارتر، تمكن من خلال المفاوضات من كسب قضية إطلاق الرهائن واتبع السياسة الناعمة من أجل ترويض إيران لكنه لم ينجح. دخلت إيران في حرب مباشرة مع العراق منذ بداية الحكم مع محاولة من الخميني لتصدير الثورة إلى دول الجوار، وكانت الفكرة بسط السيطرة الإيرانية على المنطقة من خلال المد المذهبي الذي عصف ولا يزال بالمنطقة، وطالت هذه الحرب بين الطرفين 8 سنوات لا غالب ولا مغلوب، سوى أنها بثت الطائفية في المنطقة، والعمل على نشر الفوضى بطرق ميليشياوية، لذا أسست في الثمانينات تنظيم «حزب الله» ليكون ذراعا في زعزعة الاستقرار.استمرت إيران في سياسة المشاكسة والابتزاز منذ عام 1979، ولم يتغير سلوكها مع كل المتغيرات الدولية والإقليمية، وظلت تعمل على فلسفة تصدير الثورة التي ينطبق عليها تصدير الفوضى إلى الجوار، حتى انتعشت أكثر في حقبة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الذي اعتمد سياسة الاحتواء الفاشلة، بل استثمرت إيران هذه السياسة لمد نفوذها في العالم العربي، في حين كانت سياسة كلينتون أكثر تركيزا على أمريكا من الداخل كما هي فلسفة معظم الرؤساء الأمريكيين، ولم تواجه إيران أية محاولة دولية لكبح طموحاتها العسكرية في المنطقة، واتجهت إلى تطوير منظومتها العسكرية والعمل على البرنامج النووي إلى أن جاءت حقبة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، ففي تلك المرحلة أعادت إيران تموضعها بعد انهيار جدارين ضخمين كانا يحيطان بها ويحدان من نفوذها وهما النظام العراقي ونظام طالبان، لتدخل طهران في مرحلة جديدة من هندسة الفوضى واللعب على الفراغ الجيوسياسي في المنطقة، ولم يخف المسؤولون الإيرانيون دورهم في مساعدة الولايات المتحدة على إسقاط النظامين في أفغانستان والعراق.. ووسعت من نفوذها في العراق وأفغانستان وزجت بأذرعها المليشياوية وانتعش دور فيلق القدس وحصلت على نفوذ أكثر مما كانت تخطط نتيجة السياسة الأمريكية الجامحة، بل دخلت فيما يسمى بحوار إستراتيجي مع واشنطن في العراق.
مع اندلاع موجة «الربيع العربي» وجدت طهران منفذا جديدا لها في المنطقة، بل كانت البوابة الأكبر في إحداث الفوضى بعيدا عن حدودها والسيطرة على الدول العربية، وكانت النتيجة وقوع سورية في الحضن الإيراني وتعزيز دور الحرس الثوري، لكنها فشلت في زعزعة الاستقرار في البحرين رغم تسخير كل إمكاناتها المادية والمعنوية.
والنتيجة؛ أن طهران في كل مرحلة تحاول استغلال الاضطرابات في العالم العربي، ولم تتغير سياستها على الإطلاق، وربما حتى الأدوات، وفي كل مرة تفلت من العقاب الدولي والأمريكي على وجه الخصوص، لكن اليوم المسألة أصبحت مصلحة دولية، فهي باتت خطرا على الملاحة الدولية وعلى الدول العربية، الأمر الذي يجمع كل المصالح الدولية للتخلص من هذا النظام أو في الحدود الدنيا تعديل سلوكه العدواني.. فهل ما يحدث اليوم سيكون نهاية الصبر حيال إيران؟ فقط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يمكنه الجواب على هذا السؤال.
كانت أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين في السفارة بطهران أول مواجهة بين واشنطن وطهران، وانتهت حقبة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان دون أن تطلق إيران الرهائن، ومع مجيء الرئيس الديموقراطي جيمي كارتر، تمكن من خلال المفاوضات من كسب قضية إطلاق الرهائن واتبع السياسة الناعمة من أجل ترويض إيران لكنه لم ينجح. دخلت إيران في حرب مباشرة مع العراق منذ بداية الحكم مع محاولة من الخميني لتصدير الثورة إلى دول الجوار، وكانت الفكرة بسط السيطرة الإيرانية على المنطقة من خلال المد المذهبي الذي عصف ولا يزال بالمنطقة، وطالت هذه الحرب بين الطرفين 8 سنوات لا غالب ولا مغلوب، سوى أنها بثت الطائفية في المنطقة، والعمل على نشر الفوضى بطرق ميليشياوية، لذا أسست في الثمانينات تنظيم «حزب الله» ليكون ذراعا في زعزعة الاستقرار.استمرت إيران في سياسة المشاكسة والابتزاز منذ عام 1979، ولم يتغير سلوكها مع كل المتغيرات الدولية والإقليمية، وظلت تعمل على فلسفة تصدير الثورة التي ينطبق عليها تصدير الفوضى إلى الجوار، حتى انتعشت أكثر في حقبة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الذي اعتمد سياسة الاحتواء الفاشلة، بل استثمرت إيران هذه السياسة لمد نفوذها في العالم العربي، في حين كانت سياسة كلينتون أكثر تركيزا على أمريكا من الداخل كما هي فلسفة معظم الرؤساء الأمريكيين، ولم تواجه إيران أية محاولة دولية لكبح طموحاتها العسكرية في المنطقة، واتجهت إلى تطوير منظومتها العسكرية والعمل على البرنامج النووي إلى أن جاءت حقبة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، ففي تلك المرحلة أعادت إيران تموضعها بعد انهيار جدارين ضخمين كانا يحيطان بها ويحدان من نفوذها وهما النظام العراقي ونظام طالبان، لتدخل طهران في مرحلة جديدة من هندسة الفوضى واللعب على الفراغ الجيوسياسي في المنطقة، ولم يخف المسؤولون الإيرانيون دورهم في مساعدة الولايات المتحدة على إسقاط النظامين في أفغانستان والعراق.. ووسعت من نفوذها في العراق وأفغانستان وزجت بأذرعها المليشياوية وانتعش دور فيلق القدس وحصلت على نفوذ أكثر مما كانت تخطط نتيجة السياسة الأمريكية الجامحة، بل دخلت فيما يسمى بحوار إستراتيجي مع واشنطن في العراق.
مع اندلاع موجة «الربيع العربي» وجدت طهران منفذا جديدا لها في المنطقة، بل كانت البوابة الأكبر في إحداث الفوضى بعيدا عن حدودها والسيطرة على الدول العربية، وكانت النتيجة وقوع سورية في الحضن الإيراني وتعزيز دور الحرس الثوري، لكنها فشلت في زعزعة الاستقرار في البحرين رغم تسخير كل إمكاناتها المادية والمعنوية.
والنتيجة؛ أن طهران في كل مرحلة تحاول استغلال الاضطرابات في العالم العربي، ولم تتغير سياستها على الإطلاق، وربما حتى الأدوات، وفي كل مرة تفلت من العقاب الدولي والأمريكي على وجه الخصوص، لكن اليوم المسألة أصبحت مصلحة دولية، فهي باتت خطرا على الملاحة الدولية وعلى الدول العربية، الأمر الذي يجمع كل المصالح الدولية للتخلص من هذا النظام أو في الحدود الدنيا تعديل سلوكه العدواني.. فهل ما يحدث اليوم سيكون نهاية الصبر حيال إيران؟ فقط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يمكنه الجواب على هذا السؤال.