أكد وزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي أن حزب الله أطاح بمناوشاته العسكرية الأخيرة مع الكيان الإسرائيلي بهيبة الدولة اللبنانية وبإستقلالية قرارها، وخاصة فيما يتعلق بقرار السلم والحرب، فضلاً عن القرار الدولي 1701 المعني بإنهاء النزاع بين لبنان وإسرائيل. وتمنى في حديث لوكالة الأنباء الألمانية «د. ب. ا» لو كانت إيران بإمكانياتها العسكرية التي تتباهي بها قد دخلت بمواجهة مباشرة وفعلية مع إسرائيل ولو مرة واحدة، قائلاً: «عندها ستجدنا إلى جانبها، سندعمها إن فعلتها، وسنصير جنوداً بالمعركة...ولكن إيران على كثرة تهديداتها لم تدخل فعلياً بأي مواجهة عسكرية مع إسرائيل منذ إقامة نظام الملالي». مستدركاً:" لكن لأسف نرى أنها (إيران) تستخدم القضية الفلسطينية بقداستها وأهميتها عند المسلمين والعرب كرداء تتلبس به لوضع يدها على بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء في إطار مشروعها التوسعي. وشدد ريفي بالقول: «نرفض وبقوة تحول لبنان إلى حلبة صراع لصالح المشروع الإيراني مهما كلف الأمر، والكل يعرف أن حزب الله هو أهم أذرع إيران بالمنطقة». وفي رده على ما يطرحه مراقبون من أن عدم امتلاك الجيش اللبناني لقدرات وأسلحة كافية للرد على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على لبنان يعطي تبريراً ومشروعية لتولي حزب الله مهمة الرد، وهو ما يفسر أيضاً ما بات يوصف بـ «التغطية الرسمية» من قبل الرئاسات الثلاث بلبنان للضربات، قال ريفي:«نحن بالأساس عندنا اتفاق هدنة بيننا وبين إسرائيل... نعم حزب الله يمتلك القدرة على الرد أكثر من الجيش، ولكنه بالوقت نفسه هو المسبب الأكبر لاستهداف وضرب لبنان...تلك هي الحقيقة». موضحاً أن إيران تستعمل لبنان كورقة ضمن أوراق أخرى، لدعم وتقوية موقفها بالمفاوضات الراهنة مع الأوربيين والمجتمع الدولي بشكل عام.. للتأكيد على أنها تملك التحكم وبالتالي يجب أن يكون المقابل لها كبيراً وغالياً. وتساءل ريفي عن الهدف من وراء تأكيد نصر الله على أن الرد على الإسرائيليين انطلق وسينطلق من لبنان، وليس من سورية موقع سقوط ضحاياه...لماذا لم يراع وضعية لبنان وعدم تحملها تبعات حروب إضافية! وأردف قائلاً:«بحرب يوليو 2006 مع الإسرائيليين أيضاً، تعهدت دول عربية بإعادة بناء ما تهدم ببلادنا، وبالفعل حدث ذلك... أما اليوم فلا العالم العربي أو حتى الغربي جاهز لتكرار ذات السيناريو، الكل منشغل بقضاياه، كما أن ديوننا تقترب من 90 مليار دولار، وجرعات التقوية التي حصلنا عليها بمؤتمرات باريس الثلاثة الماضية، أو ما قد نحصل عليه بالمؤتمر الرابع، لم ولن تسهم كثيراً بتحسين الوضع خاصة مع فساد كبار المسؤولين. واستطرد ريفي:» اليوم هناك تحذيرات كبيرة بانخفاض احتياطي النقد الأجنبي، فضلاً عن توقع المزيد من العقوبات الأمريكية على المؤسسات والبنوك اللبنانية مثلما وقع مؤخراً لـ (جمال ترست بنك)، الذي اتهم بتقديم خدمات مصرفية لميليشيات حزب الله«. واضاف»: إذا حدث وخرجت الأمور عن السيطرة ووقع ضحايا من إسرائيل فرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، والذي يستغل كل ما يحدث حالياً بالدعاية الانتخابية له ولحملته مثلما تستغله إيران، لن يتردد بإعلان الحرب وفقاً لتوقيته وحساباته حينها...وللأسف أيضاً إيران قد يكون لها توقيتها وحزب الله بالتبعية..() ومع الأسف بكل التقديرات نحن ذاهبون لمواجهة عسكرية مع إسرائيل عقب الانتخابات الإسرائيلية التي ستعقد منتصف الشهر الجاري. ولم يبد ريفي قلقاً واضحاً تجاه احتمالية أن يقوم البعض بتفسير تحذيراته من خطورة سياسات حزب الله على لبنان، من منطلق طائفي، باعتباره أحد القيادات البارزة للمكون السني، وقال:«تعودنا على تلك التهم وغيرها مع الأسف، كالزعم أننا وغيرنا من معارضي حزب الله نريد إشعال البلد طائفياً لتستفيد إسرائيل بالنهاية، وأننا نتمنى زوال الحزب حتى لو أدي أو اقترن ذلك بتدمير لبنان... وأقول للحزب وأنصاره، لا تزايدوا علينا بالوطنية، فقد كنت قائد المؤسسة الأمنية العربية الوحيدة التي فككت المنظومة التجسسيية الإسرائيلية، عندما كنت مديراً للأمن الداخلي اللبناني».