-A +A
رياض منصور (بغداد) @okaz_policy
عندما يتوحد الهم، لا يختزل همّ الفقير في البحث عن رغيف الخبز لسد رمق العيش، وتوفر هذا الرغيف سيكون حتما من نصيب من يثور على الظلم الاجتماعي.

اليوم، ألحقت بائعة مناديل عراقية خرساء، هزيمة كبيرة للسياسيين العراقيين، عندما تحولت فجأة إلى أيقونة الثورة الشعبية المشتعلة في بغداد بعدما جادت بكل ما تملك من مناديل ورقية على المصابين لتضميد جراحهم ومسح دموعهم جراء قنابل الغاز.


«أيقونة الثورة العراقية» هو اللقب الذي أطلقه رواد مواقع التواصل الاجتماعي على بائعة المناديل الخرساء التي ثارت على الظلم الاجتماعي وقدمت للمتظاهرين كل ما تملكه، وهي عبارة عن بضع علب من المناديل كانت تعتزم بيعها لتتمكن من توفير قوت أطفالها، مفضلة بقاءهم جوعى على الوقوف في صف المتفرجين على ثورة تشتعل من أجل رفع الظلم الاجتماعي.

بهذا الموقف، خطفت بائعة المناديل الأضواء وباتت رمزا للثورة على الظلم الاجتماعي، وغطت بحضورها وسط المتظاهرين وهي تركض من مصاب إلى آخر صورة كبار السياسيين، مشكلة حالة لافتة في ثورة شعبية لا تحمل أجندات سياسية.

وإن كنا اعتدنا خلال فوضى ما سمي بـ «ربيع الثورات» في مصر وسورية وليبيا وتونس واليمن على رؤية نماذج كثيرة، لكن نموذج «بائعة المناديل العراقية الخرساء» كان مختلفا بكل مقاييس المشهد.