دعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جميع الأطراف في شمال غرب سورية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وذلك بعد أن سحبت الولايات المتحدة قواتها من المنطقة مما يمهد لضربة تركية على القوات التي يقودها الأكراد والمتحالفة مع واشنطن. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم جوتيريش أنه «من المهم للغاية أن يمارس جميع الأطراف أقصى درجات ضبط النفس في هذا التوقيت». وأضاف: «الأمين العام يؤكد كذلك على الحاجة لحماية البنية الأساسية المدنية في جميع الأوقات وعلى ضرورة ضمان وصول (الدعم) الإنساني للمدنيين المحتاجين على نحو آمن ومستمر ودون عوائق». وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» اليوم (الإثنين) أنها لا تؤيد العملية التركية في شمال سورية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب انسحاب جنود أمريكيين من هذه المنطقة، ما يفتح أمام أنقرة إمكانية القيام بعمل عسكري ضد الأكراد. واضاف البنتاغون في بيان إن «وزارة الدفاع قالت بشكل واضح لتركيا- كما فعل الرئيس- أننا لا نؤيد عملية تركية في شمال سورية»، وحذر من «العواقب المزعزعة للاستقرار» لمثل هذه العملية «بالنسبة لتركيا والمنطقة وخارجها». وسارع السناتور ليندسي غراهام المقرب جداً من الرئيس الأمريكي والذي يشاركه بشكل دوري رياضة الغولف، إلى وصف قرار الإنسحاب الأمريكي بـ«الكارثي» معتبراً أن «التخلي عن الأكراد سيعتبر وصمة عار على جبين أمريكا». وذهب غراهام سناتور كارولاينا الجنوبية إلى ابعد من ذلك عندما هدد بتقديم مشروع قرار إلى مجلس الشيوخ لإجبار الرئيس ترمب على التراجع عن قراره هذا. أما سناتور ولاية فلوريدا ماركو روبيو فوصف قرار ترمب بـ«الخطأ الفادح الذي سيترك تداعيات تتجاوز حدود سورية». من جهتها قالت نيكي هالي، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة والوجه الصاعد في الحزب الجمهوري، أنه من المناسب تذكير الرئيس الأمريكي بمبدأ بسيط في العلاقات الدولية مفاده أن «علينا دعم حلفائنا إذا كنا نريد أن نتوقع منهم دعمنا». وتابعت هالي: «لقد كان للأكراد دور حاسم في معركتنا التي تكللت بالنجاح ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية... إن تركهم يلقون مصيرهم المحتوم بهذه الطريقة خطأ فادح».