-A +A
راوية حشمي (بيروت) hechmirawia@
كشفت مصادر موثوقة في بيروت لـ«عكاظ» أن الساعات القادمة ستكون حاسمة في لبنان، فالسلطة بأطرافها الـ3 «حزب الله ورئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة» في خيار بين أمرين؛ إما التنازل أمام الشارع أو القمع، بعدما أثبت الشارع في اليوم الـ5 لانتفاضته أنه أمام خيار واحد وهو استمرار المواجهة حتى إحداث التغيير المطلوب. وحذرت المصادر ذاتها من أن لجوء السلطة إلى قمع الشارع دونه صعوبات عدة، أولها رفض الجيش اللبناني عبر قيادته هذا الخيار، والثاني عدم قدرة «حزب الله» إقليميا وداخليا على الدخول في مواجهة مع شارع باتت البيئة الشيعية جزءا منه، وبالتالي فإن الخيار المطروح الآن هو إيجاد صيغة تتضمن تضحيات بأسماء نافرة ترضي الشارع وتفسح المجال بالسير في إصلاحات مالية واقتصادية. بالمقابل، اجتاحت الشارع سلسلة من التحذيرات من إمكانية دخول مندسين إلى صفوف المتظاهرين بهدف شيطنتها، إذ حذر أمين عام المجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني الشارع مما يحاك له. وفي تغريدة له على «تويتر» قال أمس: «معلوماتنا المؤكدة بأن قيادة حزب الله وعلى رأسها نصرالله أخذت قرارا اليوم بالدخول على الحراك الشعبي اللبناني والانخراط به والنفوذ إليه عبر عناصر مندسة لإفشاله وتفريقه وبث الفتن والإشاعات وتسييس الحراك والقيام بإشكالات طائفية وأعمال الشغب»، محملاً نصرالله المسؤولية.

وكان المتظاهرون فوجئوا فجر الإثنين بوصول أسراب من الدراجات النارية تخرق صفوفهم في ساحة رياض الصلح وترفع أعلام حزب الله وحركة أمل وتهتف لنصرالله، ثم عادوا أدراجهم بعدما أوصلوا الرسالة المطلوبة. وأكد المتظاهرون أن هذه الأسراب التي انطلقت من الضاحية الجنوبية لبيروت باتجاه ساحاتهم ليست عفوية، بل أتت بناء على أمر من قيادة حزب الله المركزية بأن ساعة الصفر قاب قوسين من أجل إنهاء الاحتجاجات، وتحديداً احتجاجات الشارع الشيعي الذي أعلن انشقاقه الحزبي وانضم إلى صفوف المواطنين.