-A +A
راوية حشمي hechmirawia@، زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
في اليوم الـ8 للاحتجاجات الشعبية في لبنان، يبدو أن الحراك متجه إلى مزيد من التماسك الشعبي في كافة المدن والمناطق، وغير قابل للاختراق من أي جهة سياسية، وغير قابل للخضوع والتراجع تحت سطوة الترهيب تارة من فزاعة المجهول التي بدأت تحركها أبواق السلطة، ومن المحاولات الفاشلة لشيطنة الوجه السلمي للاحتجاجات تارة أخرى.

النبطية تلك المدينة الشيعية يبدو أنها ستدفع الثمن بالوكالة عن كل المدن اللبنانية، فحزب الله ومعه حركة أمل غير قادرين على قمع كل المدن والمناطق، وإسكات الصوت الهادر الذي دمر رمزيتهم، فتوجه بشكل مباشر إلى النبطية وحاول إسكاتها بالضرب والتهديد، وعندما ثارت عليه نقمة الشيعة لجأ إلى تبرير فعلته على أنها كانت بهدف فسح المجال لعودة الحركة الاقتصادية للمنطقة وأن مصالح الناس تضررت بفعل هذا الحراك.


وكثف الجيش اللبناني أمس (الخميس) من وجوده في منطقة النبطية معقل حزب الله لحماية المتظاهرين بعد أن تعرضوا للاعتداء الليلة الماضية (الأربعاء/‏‏ الخميس) من قبل من وصفوها ببلطجية البلدية، كما انتشر الجيش على عدد من الطرقات لمنع قطعها.

وقال شهود عيان لـ«عكاظ» إن عمليات قطع الطرق اتسعت صباحاً، وتركزت في بيروت ومداخلها الجنوبية والشمالية، كما تصاعد بشكل أقوى الحراك الشعبي في صور والنبطية جنوب لبنان، ويتسع في الشوف وعاليه والمتن الأعلى (جبل لبنان)، مع توافد مزيد من المتظاهرين إلى وسط العاصمة اللبنانية.

ودعت السفارة البريطانية في لبنان أمس (الخميس) للاستجابة إلى «الغضب المشروع» للمحتجين في لبنان وإجراء إصلاحات عاجلة، ويتفق الموقف البريطاني مع موقف الولايات المتحدة وفرنسا الحليفتين الوثيقتين للبنان، اللتين أعربتا عن سخطهما من تأجيل إجراء الإصلاحات ومكافحة الفساد، مؤكدين دعمهما لحق المحتجين في التعبير السلمي.