-A +A
«عكاظ»(جدة)
اتخذ زعيم مليشيا «حزب الله» حسن نصرالله من ذكرى أحد معمميه المدعو جعفر العاملي، حجة ليستكمل تخوينه للشعب اللبناني ولثورته التي صفعته، حيث لم يجرؤ حزب لبناني أن يصفعه بهذه القوة. ويكشف هذا الخطاب وسابقه عن مأزق «الحزب والزعيم»، فالعبارات مكررة والتناقضات فجة.

عميل إيران الأول بامتياز الذي لم يكن يجرؤ أن يظهر على اللبنانيين بخطاب ثالث بظرف أسبوعين، لم يعد قادرا على استجداء اللبنانيين الذين نجحوا في إسقاط حكومته، نعم فالحكومة التي سقطت في الساحات هي حكومة «حزب الله» وليست حكومة سعد الحريري. وهذا ما بدا واضحاً عندما قال: «نحن لسنا قلقين على أنفسنا ولا على المقاومة لأننا أقوياء جدا ولم يأت زمان على المقاومة أن كانت في هذه القوة». نصر الله لم يعد قادرا على إدراك ان الحديث عن فائض القوة نابع من الضعف، كما لم يعد قادرا على إخفاء القلق الذي يعتريه رغم استخدامه لغة العنجهية التي يتقن استعمالها، فمن أسقط له أول سترٍ قادر أن يكشف عنه آخر ورقة توت.


تائه ومرتبك كإطلالتيه السابقتين، يصطنع المهادنة؛ فتارة يقلل من شأن الحراك، وتارة أخرى يتبنى مطالبه، وطوراً يستجديه بقوله: «لا تدفعوا باتجاه الفراغ في السلطة»، وأكثر من ذلك قال: «نطالب الحكومة الجديدة أن تسمع لمطالب الناس الذين نزلوا إلى الشارع، يجب سماع صوت الشعب ووضع برامج للاستجابة للناس، وأن يكون عنوان الحكومة استعادة الثقة. يجب أن تقدم الحكومة كل العناصر التي توحي بالثقة والجدية بالعمل. المطلوب الجدية وإعطاء أولوية، وأن يكون عمل الحكومة في الليل والنهار وأن يكون هناك شفافية»..

من المؤكد أن نصرالله سيبحث عن حجة جديدة للظهور ومخاطبة اللبنانيين في المرة القادمة.. وحتى ذلك الحين.. فلننتظر الظهور الرابع والمزيد من التنازلات.