عراقي يحمل العلم الوطني في النجف خلال الاحتجاجات أمس. (أ ف ب)
عراقي يحمل العلم الوطني في النجف خلال الاحتجاجات أمس. (أ ف ب)
-A +A
«عكاظ» (لندن)
كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن إيران مرعوبة من أحداث العراق ولبنان، ونقلت عن مسؤول مقرب من النظام الإيراني، أن طهران تخشى من تدخل قبائل العراق ضدها، وحذرت من دفع العراق نحو صراع مسلح بعد حرق قنصليتها في النجف. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الأول (السبت)، إن البرلمان العراقي سيبدأ عملية انتخاب زعيم جديد بعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، إذ يتعين على خليفته مواجهة الاضطرابات الشديدة التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، وتصاعد المخاوف من أن البلاد قد تنهار تماماً وسط هذا الصراع. واعتبرت أن إحراق القنصلية الإيرانية في النجف الأربعاء الماضي كان أقوى تعبير عن المشاعر المعادية لنظام الملالي من قبل المتظاهرين. وأكدت الصحيفة أن الحملة الأمنية لم تخلق إلا استياء متزايداً ضد إيران والطبقة السياسية في العراق، وأصبحت المواجهة بين المتظاهرين المتحدين في الشوارع والطبقة السياسية المحاصرة أكثر ترسخاً. وحذرت من أن العراق على المحك الآن، والسؤال هو ما إذا كان عراق ما بعد صدّام، الذي شيدته الولايات المتحدة يظل قابلاً للتطبيق بعد 16 عاماً من الغزو. كما حذرت من أن الفشل في التوصل إلى إجماع بين الفصائل لتسمية رئيس حكومة جديد قد يغرق العراق في الهاوية.

ولفتت إلى أنه منذ عام 2003، تم تقسيم الحكم العراقي على أسس طائفية، وكانت مؤسساته تستخدم الحكومات كإقطاعيات للوزراء الذين غالباً ما تكون ولاءاتهم ليست للدولة العراقية، ما أدى إلى الفساد المستشري والمحسوبية في جميع أنحاء القطاع العام والذي سلب الثروة النفطية وترك الكثير من العراقيين دون فرص. وأكدت «الغارديان» أن إيران تواجه ضغوطاً على الجبهة الداخلية وانتفاضة في لبنان، حيث يلعب حزب الله، دوراً حيوياً في شؤون البلد الهش. وقال مسؤول إقليمي على دراية بالملف الإيراني «في لبنان والعراق، هم على قدم وساق في الحرب.. قد يكونون قادرين على تهدئة الأمور في لبنان، لكن في العراق لديهم القبائل التي يتعاملون معها، وهذا هو المكان الذي يخفقون فيه». وأضاف: «ما أطلق العنان في الجنوب على وجه الخصوص هو نزاع دموي، وهم يلومون إيران ووكلاءها على ذلك. إنها أرض خطيرة للغاية وغير مملوكة لطهران». وأضاف المسؤول: «إنهم مقتنعون بأن الأمريكيين وراء هذا.. لم أرهم أبداً في هذه الحال من الخوف من قبل».


من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد توبي دودج، إن نظام ما بعد 2003 الذي ضم الفساد والطائفية والإكراه، بدأ في الانهيار، معتبرا أن العنف الآن هو نتيجة لذلك.