-A +A
أ.ف.ب (طهران)، «عكاظ» (جدة) okaz_policy@
بعد تكثيف الضغوط الأمريكية والأوروبية عليها، لجأت إيران إلى اليابان مستنجدة بها في محاولة لكسر الجمود بشأن الصفقة النووية مع القوى الكبرى. وأفادت مصادر دبلوماسية يابانية، أن الولايات المتحدة أبدت موافقتها على خطة اليابان لاستقبال رئيس النظام حسن روحاني، الذي يخطط لزيارة طوكيو يوم 20 من ديسمبر الجاري، بحسب ما أفادت وكالة كيودو اليابانية.

وأضافت الوكالة في تقرير لها أمس (الإثنين) أَن طهران تسعى لكسر الجمود بشأن الصفقة النووية مع القوى العالمية، ولفتت إلى أن واشنطن حثت طوكيو على اطلاعها على نتائج القمة بين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وروحاني، وقد نقل مسؤول أمريكي كبير الرسالة إلى اليابان. وتوقعت المصادر أن يطالب آبي إيران بالامتثال للاتفاق النووي بعد تراجعها تدريجياً عن الالتزامات خلال الفترة الماضية، كما رجحت أن يسعى أيضاً لشرح الخطط اليابانية لإرسال أفراد من قوات الدفاع إلى الشرق الأوسط، إذ تدرس الحكومة اليابانية إرسال مدمرة وطائرة دورية إلى المنطقة لتعزيز قدرات جمع المعلومات وضمان الملاحة الآمنة للسفن. وجددت إيران أمس تململها مما اعتبرته عجزا أوروبيا عن إنقاذ الاتفاق النووي. ونقلت وكالة أنباء فارس عن وزير خارجية الملالي جواد ظريف، قوله: إن بلاده غير راضية عن مستوى التزام الأوروبيين بتعهدات النووي.


إلى ذلك، أكد «معهد واشنطن للشرق الأوسط»، أَن إيران وصلت إلى طريق مسدود، وأنها في طريقها للتفاوض مع الولايات المتحدة. ولفت في تقرير له أمس، إلى أن الاحتجاجات الأخيرة قادت النظام إلى استخدام كل الوسائل المتاحة لتخفيف العقوبات. وأضاف أن أحداث نوفمبر أثبتت مدى تأثير العقوبات فمنذ إعادة فرض العقوبات وحرمانها من الوصول إلى النظام المصرفي الدولي والأسواق المالية والنفطية، تدهور الوضع الاقتصادي في إيران بشكل مطرد، وبحلول نهاية عام 2019، انخفض النمو الاقتصادي إلى أقل من 9%. ولم يستبعد المعهد اندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات، إذ لا يزال هناك شعور كبير بالقلق الاقتصادي بين السكان ما يزيد الضغط على النظام وبالتالي إحداث تغيير في التفكير الاستراتيجي الإيراني كما حدث في 2012 عندما أجبرت الاضطرابات الناجمة نظام الملالي على العودة إلى المفاوضات مع المجتمع الدولي.

من جهته، توقع المعارض الإيراني عباس خرسندي، عودة المظاهرات مجدداً على شكل «انتفاضة» لأسباب اقتصادية وسياسية. وقال سكرتير حزب «الجبهة الديمقراطية»، إن المتظاهرين يُقتلون في الشوارع ويعذبون في السجون منذ احتجاجات 2017 كما قُتِلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة. وأضاف في مقابلة مع «العربية.نت» أمس أن أسباب الاحتجاجات كثيرة، ومنها المُطالبة بواقع معيشي أفضل والسعي للحرية، الأمر الذي قد يساهم في تحول الاحتجاجات مستقبلاً لثورة حقيقية ضد النظام.